UTV – نينوى – البصرة
خمسة وعشرون سدا لحصاد المياه يمتلكها العراق، لكنها لا تكفي لاستيعاب كميات مياه الامطار والسيول القادمة من دول الجوار، ملايين الأمتار المكعبة من المياه تذهب بلا أي استفادة منها بسبب تخلف طرق خزنها ونقص البنى التحتية اللازمة لاستيعابها.
وأعلن العراق منتصف العام الماضي الشروع بتشييد 36 سدا جديدا لحصاد المياه خلال العام الحالي موزعة بين المناطق الصحراوية لخزن مياه الأمطار والسيول والاستفادة منها في مجالات الزراعة والري ومكافحة التصحر والجفاف.
ويقول عبد الستار الرجبو، مدير مركز بحوث الزراعة الجافة في جامعة الموصل، إن “علينا ان نفكر بإدخال بتقنيات حديثة تحصد مياه الامطار بشكل كفوء جدا، وتغيير تقنيات الري الى نظام المرشات أو التنقيط”.
سد الموصل أحد أكبر السدود العراقية وأهمها التي يمكن استغلاله لسد العجز المائي ورفد المحافظات الأخرى بكميات المياه التي تحتاج إليها، ولا سيما محافظة البصرة التي تعاني في مواسم الجفاف من المد الملحي في شط العرب.
ويعلق المسؤولون عن ملف المياه في البصرة آمالا كبيرة على السيول التي تأتي من شمال العراق، إذ يجري توجيهها إلى نهر شط العرب عبر دجلة والفرات لدفع اللسان الملحي القادم من الخليج، الامر الذي يساهم في تغذية البساتين ومحطات الاسالة بمياه نظيفة.
شتاء البصرة هذا العام كان شحيح الامطار، فضلا عن قلة الايام الباردة، فهو اقرب الى فصل الربيع، وتلك الاجواء اصبحت دليلا واضحا على التغيرات المناخية التي ألقت بتأثيراتها السلبية على مناحي الحياة في المحافظة، ولاسيما ارتفاع درجات الحرارة إلى حد الغليان.
ويقول حسن خليل، خبير بيئي، إنه “بسبب التغير المناخي بدأت الفصول الانتقالية تتداخل مع الشتاء، لذلك نلاحظ فترة البرودة وأيضا تساقط الامطار جدا قليلة في البصرة، وحتى إن كان هناك امطار فهناك مديات حرارية عالية تجعل من الاستفادة من الامطار قليلة”.
وما زالت البصرة بانتظار خطوات حكومية جادة لبناء سد على مجرى نهر شط العرب، يحفظ المياه النظيفة من الهدر، إلى جانب منعه زحف الجبهة الملحية البحرية، نظرا لما تشكله من خطورة على البشر وعلى الثروة الحيوانية والزراعية.
تقرير: محمد سالم
سعد قصي