مهرجان برلين السينمائي الدولي يفتتح اليوم، والذي يستعيد عافيته بعد تداعيات جائحة كوفيد-19 وتوقف إنتاج الأفلام، وسط خلافات جديدة بسبب صعود التيار اليميني المتطرف في ألمانيا.
وعلى الصعيد التجاري، من المتوقع أن تشهد السوق الأوروبية للأفلام، التي تقام عادة بالتزامن مع المهرجان، عاما جيدا إذ عبر منتجو الأفلام عن تفاؤلهم بعد انتهاء إضراب كتاب السيناريو في هوليوود.
ويتزامن المهرجان أيضا مع مناقشات حول مزاعم “معاداة السامية” وعلاقات ألمانيا الوثيقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في وقت حربها على غزة وزيادة في الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف قبل الانتخابات الأوروبية هذا العام.
وقال سكوت روكسبورو، المراسل الأوروبي لصحيفة (هوليوود ريبورتر) “هذه المناقشات السياسية تشتت الانتباه بعيدا عن الفعاليات الترفيهية والأفلام والثقافة التي يتركز عليها اهتمام مهرجان برلين”.
وانطلق مهرجان برلين لأول مرة في ذروة الحرب الباردة في مدينة مقسمة إلى نصفين وكانت خط المواجهة في الصراع وقتها. ورغم أن التوترات السياسية ليست جديدة على مهرجان برلين، فقد بدأت الخلافات هذا العام قبل حفل الافتتاح عندما سحب قادة المهرجان دعوات أرسلت إلى سياسيي حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتسببت الدعوات، التي أرسلت إليهم بصفتهم مشرعين منتخبين، في إثارة ضجة إعلامية عقب استلامها بعد وقت قصير من صدور تقارير حول اجتماع ناقش فيه كبار سياسيي حزب البديل من أجل ألمانيا مع نشطاء يمينيين متطرفين آخرين ترحيل مواطنين ألمان من أقليات عرقية.
وبعد ذلك، ألغى منظمو المهرجان الدعوات قائلين أنهم يرغبون في “اتخاذ موقف واضح لصالح الديمقراطية المنفتحة”.
وأدى أيضا موقف ألمانيا الذي يدعم بشدة حرب الاحتلال الإسرائيلي، مع التنديد باحتمال ارتكاب الاحتلال لانتهاكات ضد حقوق الإنسان في غزة، في إثارة الجدل إذ انسحب فيلم واحد على الأقل من المهرجان احتجاجا على تأييد برلين للكيان المحتل.
وستكون الدورة الرابعة والسبعون من المهرجان هي الأخيرة التي تنظم تحت إشراف المدير الفني كارلو شاتريان، الذي ترأس المهرجان بالتعاون مع مارييت ريسينبيك والذي أولى اهتماما لأفلام السينما المغمورة وابتعد عن الأفلام التي تعتمد على نجومية الممثلين واستوديوهات الإنتاج الكبيرة.