محمد رعد خلف – العراق

 

“ربما لكوني مسيحية؟ أو لكوني غير محجبة؟..  كنت أتعرض إلى نظرات غريبة، في الموصل حتى عندما أسير في الطرقات أرى الناس يتهامسون حولي” تقول (سوالين مجيد) وهي فتاة مسيحية من الحمدانية.

في ظل الضغوط التي يواجهها المجتمع المحلي في نينوى، والتي تأتي كجزء من مرحلة التعافي، تتصدر موضوعات الإعمار، والتعويضات، والمخيمات، وعودة النازحين، والخدمات حديث الشارع، قد يغفل شباب نينوى عن أثر العلاقات بين المكونات الدينية والعرقية والمناطقية على حاضرهم ومستقبلهم كيف يمكن أن تساعد هذه العلاقات على تجاوز التحديات في نينوى؟ وكيف لها أن تخلق تحديات جديدة؟

ترى سوالين أن الأحداث التي مرت على نينوى لم تكن شيئا عاديا، وأنها ساهمت في تشكيل تصورات سلبية لدى أفراد المكونات المختلفة بعضها عن بعض، وربما تعميق تلك التصورات التي كانت موجودة بالفعل قبل أحداث 2014 وما أعقبها.

إذ يتجه الأفراد إلى تكوين الصور النمطية للتعميم أو التبسيط المسبق حول مجموعة كاملة من الناس من دون اعتبار للفروق الفردية، ويمكن أن يكون لذلك أثر سلبي لمجرد انطواء تلك الصور على تعميمات واسعة تتجاهل واقع الفردية، ويطلق على هذا السلوك (تكوين الصور النمطية).

إن أحداث 2014 ساهمت في خلق دائرة انتماء مغلقة لكل فرد تجاه مكونه، الأمر الذي تسبب في ظهور بيئة غير مستقرة للأفراد فيما يتعلق بالعلاقات تجاه المكونات الأخرى.

الأمر الذي ظهر في عدة أقضية نتيجة النزاعات والتحديات التي تعيشها، وتحديدا في مناطق سهل نينوى، حيث يواجه عديد من الأفراد صعوبات كبيرة في الدخول إلى مناطق الأقليات من دون تصاريح أمنية، مما أدى انعزال هذه المناطق اجتماعيا وفق محددات دينية.

الباحث في تاريخ تلكيف ذنون محمد يشير إلى أن “منطقة تلكيف هي مسيحية كلدانية معروفة بهذا الشيء منذ القدم، ولكنها تأثرت بسبب كثير من الأحداث، وأبرزها سيطرة تنظيم داعش، ما جعل كثيرا من المسيحيين يتركون المنطقة”.

ويشير الكاتب ذنون محمد إلى أن المشاكل الموجودة في العلاقات في قضاء تلكيف مرتبطة بتصاريح الدخول إلى المناطق المتنازع عليها التي يسكنها المسيحيون.

يؤكد “س-ح-س” مواطن من سهل نينوى أن العلاقات الاجتماعية في سهل نينوى “متجهة نحو الأسوأ” بسبب التخبط السياسي والإداري، فضلا عن شعور بعض المكونات بالغبن والتهميش نتيجة الزحف السكاني على مناطقهم الزراعية والسكنية.

ظهرت حساسية المكونات كموضوع فاعل في طبيعة العلاقات بين الأفراد في مرحلة ما بعد تحرير نينوى نظرا للآثار التي تركها التنظيم الإرهابي في نفوس الأفراد وتسبب في خلق خلل في الثقة بين المكونات.

لكي نفهم العلاقات في نينوى، قمنا بجمع بيانات حية  من خلال إجراء استبيان شمل 400 شاب وشابة في 6 أقضية في نينوى، ، تراوحت أعمارهم بين 18 و 37  سنة، فضلا عن مقابلة خبراء وناشطين من المناطق المستهدفة، وذلك لالتقاط صورة مقربة لواقع العلاقات بين مكونات المجتمع المحلي.

سألنا الشباب حول عمق الأثر السلبي لأحداث 2014، توزيع الإجابات أظهر أن العلاقات الاجتماعية بين المكونات في قضاء سنجار هي الأكثر تضررا بأحداث الحرب قياسا للحال في الأقضية الأخرى.

 

 

بينما أشارت إجابات الشباب أيضا إلى الأثر السلبي الذي يلعبه السياسيون في العلاقات بين المكونات، وتقول مراسلة مونت كارلو الدولية في بغداد أمل صقر أن السياسيين يستغلون الفارق في تقديم الخدمات في كل انتخابات وآخرها انتخابات مجالس المحافظات، حيث نرى أن أغلب الشعارات تتركز على الفارق في المعيشة وضرورة التغيير نحو الأفضل.

يشير الباحث في الشأن السياسي محمود عزو إلى أن الفجوة في العلاقات قائمة في الأساس على الصراع السياسي، والتي ظهرت واضحة في سنجار ومناطق غرب نينوى، وفي السياق نفسه تعتقد تانيا حازم وهي شابة موصلية أن السياسيين تمكنوا من خلق روابط قوية مع المكونات التي ينتمون لها، مما جعل تأثيرهم أكبر في مجتمعاتهم.

 

التعددية الثقافية في نينوى

تعد نينوى أكثر محافظات العراق تنوعا قوميا ودينيا، حيث تعيش القوميات العربية والكردية والشبكية والتركمانية، كما يعيش المسلمون والمسيحيون بأكثر من طائفة، وأيضا الإيزيديون والكاكائيون، هذه التعددية تضفي على المدينة طابعها الثقافي المميز، ولكنها تفقد توازنها في أوقات النزاع فتتحول إلى تهديد حقيقي للسلم المجتمعي، وهي بوجهيها السلبي والإيجابي، تستند إلى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والمناطقية التي تربط أفراد المكونات المختلفة.

هذه العلاقات التي تؤثر وتتأثر بجملة من العوامل، لعل أهمها الجروح الاجتماعية بعد فترات النزاع ، ولا سيما الأثر العميق الذي تركته تجربة مجتمع نينوى مع داعش و نتيجة محاولات التطهير العرقي الذي نفذه التنظيم الإرهابي في نينوى بحق عديد من المكونات الدينية والطائفية، الأمر الذي زعزع ثقة المجموعات السكانية بعضها ببعض.

التعددية الثقافية لا تقتصر على مجتمع نينوى فحسب، بل تتواجد في كل قضاء حيث نجد هناك تعددية دينية أو قومية في كل قضاء، وهذه التعددية عادة ما تكون مهددة في أن تفقد توازنها مع أي نزاع، الأمر الذي ينعكس على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية إن حدث.

حاولنا من خلال الاستبيان التعرف على آراء الشباب حول جودة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين قضاء الموصل والأقضية الخمسة الأخرى التي شملها الاستبيان.

 

 

إجابات الشباب، بينت أن 1 من كل 4 منهم يعتقد أن العلاقات الاجتماعية بين المناطق ضعيفة، بينما يعتقد 1 من كل 3 منهم بأن العلاقات الاقتصادية ضعيفة وهم يرون أن هناك عديدا من التحديات التي تواجه نينوى، وتؤثر على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.

أثر النزوح

عقب تحرير نينوى، بدأت المدينة مرحلة جديدة، مرحلة التعافي والبناء، لكن هذه المرحلة لم تخلُ من التحديات، إذ تواجه نينوى -حتى اليوم- تحديا في استعادة مواطنيها الذين نزحوا خلال الحرب، وتأمين بيئة مشجعة لعودة أكثر من مليون نازح إلى مناطقهم.

غير أن النزوح ذاته قد أجبر كثيرا من سكان نينوى على استكشاف مناطق وثقافات جديدة، وخوض تجارب مع المجتمعات المضيفة خلال تلك الفترة.

تقول تانيا حازم “هناك صعوبة في الاندماج بين السكان في الموصل بسبب اختلاف الثقافات والبيئة والعادات، غير أن الاختلافات الدينية لم تسبب فجوة في العلاقة بين تلك المكونات بنفس العمق الذي أحدثته الاختلافات الثقافية بعد العودة”.

خلال دراستها الجامعية لاحظت تانيا أن الفترة التي قضتها خلال فترة النزوح ساهمت بشكل كبير في تكوين رؤيتها للعالم، ولنفسها، وللآخرين وظهرت هذه الرؤية في تعاملها مع الآخرين.

وفي المضمار نفسه، يرى الباحث الاجتماعي الدكتور وعد الأمير أن السلبية الواضحة في نينوى هي “سلبية النظرة والاختلافات الثقافية، وهذه ساهمت في خلق صور نمطية وتعززت في بعض التجارب في مختلف الفترات”.

الشباب في نينوى من الذكور والإناث قيموا العلاقات وذلك بحسب الفئات العمرية وبحسب الجنس.

آراء الفئات العمرية في الاستبيان حول العلاقات بين الأقضية

 

 

يظهر جيل Z أو ما يعرف بجيل ما بعد الألفية من خلال الاستطلاع بأنه أكثر تفاؤلا تجاه العلاقة، حيث نجد أن أكثر من نصف الشباب من فئة 23 – 27 يعتقدون أن العلاقة جيدة في حين أن الفئات الأخرى نجد فيها 2 فقط من كل 5 أشخاص يعتقدون أن العلاقة جيدة .

تريف المدن

“من يأتي إلى بعاج يبكي ومن يخرج منها يبكي” يقول مروان قاسم، وهو موظف يسكن في بعاج.

ويضيف قاسم أن بعاج “منطقة معدومة الخدمات يرسل إليها الموظفون المعاقبون، حيث أن من يأتي إليها يبكي لأنها بعيدة وصحراوية ولا توجد فيها مياه، وعندما يخرج منها يبكي افتقادا لكرم وطيبة الأهالي”.

ويشير قاسم “بعد داعش، وبسبب عدم توزيع الخدمات بشكل متواصل، ظهر احتقان حتى في المناطق التي تم النزوح إليها من أبناء الموصل الذين سكنوا في إقليم كردستان أو بغداد”.

لم تكن النواحي والقرى في نينوى بعد تحريرها بيئة ملائمة للأفراد العائدين من النزوح سواء من المخيمات أو المدن التي نزحوا إليها، الأمر الذي جعلهم يتوجهون إلى المناطق التي يتوافر بها الحد الأدنى من مقومات الحياة إن وجدت والتي كانت غالبا هي مراكز الأقضية أو مركز محافظة نينوى.

الشباب في الأقضية الستة قيموا أثر التحديات المناخية وسوء توزيع الخدمات على العلاقات بين الأفراد.

 

 

يرى الشباب في بعاج أنهم الأكثر تضررا من التحديات المناخية، في حين يعتقد الشباب في سنجار أنهم الأكثر تأثرا بسوء توزيع الخدمات.

ويشكل نقص الخدمات مشكلة حقيقية يعاني منها عديد من المناطق في نينوى، وتحديدا المناطق الريفية التي يضطر سكانها إلى الهجرة من مناطقهم بحثا عن حياة أقل تحديات، فضلا عن التغيرات المناخية التي ضربت معظم مناطق نينوى من حيث التصحر وقلة الأمطار.

يقول المعلم في غرب نينوى برزان محمد “نحن نسمع عن ثورة الإعمار في مدينة الموصل، ولكن نعيش في منطقة ما تزال ملغمة، في حين أن الخدمات تركزت في مركز مدينة الموصل أكثر من المناطق الأخرى، ما جعل بعضهم ينظرون إلى ذلك على أنه تمييز طبقي”.

ويتابع “هناك 50 قرية في ناحية العياضية يأتيها الماء مرة في الشهر، ما يجعل المواطن يعتمد على شراء المياه بشكل دوري، هذا فضلا عن الطرق الوعرة، وحتى مراكز الأقضية بحاجة إلى دعم أفضل حينما نقارنها بالموصل، فضلا عن أن هناك 25 عائلة من كل قرية قد نزحت إلى المدن بسبب التغيرات البيئية التي أثرت على الواقع الاقتصادي لهم”.

ويعد العراق من بين الدول الخمسة الأكثر تضررا من التغيرات المناخية بحسب تقرير لبعثة الأمم المتحدة نشرته عام 2022([1]).

 

يرى الصحفي هوشيار قاسم الكوراني أن الدولة تركز تقديم خدماتها على المركز وتهمل المناطق الأخرى في أبسط الحقوق مثل المياه أو طرق النقل وغيرها، مشددا على ضرورة أن تبذل الحكومة جهودا بشكل لا يخلق فجوة بين الناس، وفي السياق نفسه، يؤكد محمود عزو أن الاختلافات بين المناطق موجودة، وخاصة في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والتي نراها في مناطق سنجار والبعاج وجنوب الموصل وتل عبطة، حيث يشعر سكانها بالإقصاء والتهميش، ما قد يؤدي إلى نزاع مستقبلا.

إن غياب العوامل الأساسية لحياة الأفراد يجعلهم يبحثون أكثر عن مناطق توفر لهم الاحتياجات، وتعوضهم عن الموارد الاقتصادية التي فقدوها نتيجة تركهم مناطقهم، الأمر الذي بات واضحا في هجرة عدد كبير من سكان القرى إلى مراكز الأقضية وإلى الموصل.

نزاع محتمل

بعد الحديث عن العلاقات في نينوى، يتبادر إلينا سؤال مهم، هل هناك نزاع قادم في نينوى مرتبط بالعلاقات بين الأفراد؟

على الرغم من عدم وجود نزاعات حالية ظاهرة بين الأفراد، فإن ذلك ليس كافيا لتقديم ضمانات عن المستقبل، ولكن هي فرصة لتجعلنا على قدر من المعرفة تجاه ما قد تحمله الظروف من تأثيرات على هذا الجانب.

إن العلاقات غير المتزنة قد تتعرض لعديد من الظروف التي قد تحولها إلى نزاعات وربما صراعات في مستويات أعلى حدة، خاصة إذا برزت المصالح السياسية أو التجارية في العلاقة، ونينوى الآن قد انتهت من انتخابات مجالس المحافظات التي تعد مساحة كافية للتصعيد.

يقول مروان قاسم إن “نمط الحياة المختلف بين مدينة الموصل ومناطق غرب نينوى هو من الأسباب الرئيسة في خلق فوارق الوعي واختلاف الثقافة”.

ويرى أن إدراك الناس لحقيقة الفروق الثقافية والاجتماعية يساعدهم في فهم أسباب الاختلاف، لأن التنشئة في البيئة الريفية الزراعية لا يمكن أن تكون مماثلة للبيئة الحضرية الصناعية، ولكن غياب الوعي وتعميم التجارب السلبية ساهم في ظهور الخلافات.

يشير مدرب التنمية البشرية ياسر الطائي إلى أنه على الرغم من أن الظروف غير جاهزة لنزاع ظاهر، حيث يمكن وصف الحالة الراهنة بالنزاع الكامن، فإن الانتخابات هي بيئة لخطاب فئوي لتحفيز الناخبين حتى على منصات التواصل الاجتماعي.

ويؤكد الطائي أن قضية التعميم في الموصل والمناطق الأخرى “من الأخطاء في التفكير”، لافتا إلى أن “الاختلافات الثقافية هي اختلاف حتى إن نظر بعضهم إليها على أنها نواقص”.

ويضيف “لا يمكن التعميم في الاختلافات والسلوك الاجتماعي، وخاصة أن السلوك الثقافي يختلف باختلاف طبيعة الحياة بين منطقة وأخرى”.

أما وعد الأمير فيرى أن التعميم خاطئ، ومن غير الممكن تعميم تصرف فردي لشخص من الريف على مجتمع الريف بشكل كامل، أو نتيجة تصورات خاطئة تم توارثها في فترات معينة، كما أن زحف القيم الريفية على المدنية وترييف المدن من خلال الهجرة من الريف إلى المدينة ساهم في خلق صور نمطية.

من جهة أخرى يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة الموصل د. أديب الجلبي أن الدولة يجب أن تعمل على تقليل الفجوات التي تنتج عن حالات فردية حتى لا يبحث أحد عن البديل التجاري الذي قد يخلق النزاع.

وعند الحديث عن التعميم وعلاقته بتفكير الأفراد، فمن الضروري أن نعلم أنه لا يعكس رؤية جميع الأفراد في نينوى، وإنما بعض منهم.

ومن خلال الاستبيان عن رؤية الشباب تجاه العلاقات في نينوى بناء على المرحلة التعليمية، فقد تبين أن المستوى التعليمي يمكن أن يعطي صورة أوضح عن رؤية الأفراد.

 

 

الاستبيان يوضح أن الأفراد أصحاب المستوى التعليمي الأعلى هم الأكثر تفاؤلا تجاه العلاقات، وهم أيضا الأكثر إدراكا للظروف والمتغيرات التي تعيشها نينوى ومدى علاقة هذه الظروف بالعلاقات بين الأفراد.

يرى محمود عزو أن الانتخابات هي بيئة خصبة لظهور خطابات الكراهية حول أهداف ترويجية، فضلا عن مواضيع توزيع الموازنة السنوية للمناطق التي تستغل لترويج سياسي.

بينما يرى برزان أن هناك حسا مناطقيا إقصائيا لدى أبناء الموصل تجاه المناطق الأخرى، وخاصة القرى والنواحي، والعكس صحيح أيضا، وأن هذه الصور النمطية المرتبطة بهذا الشأن نتجت عن تجربة فردية غير قابلة للتعميم.

 

أظهرت النتائج أن 6 من كل 7 شباب يعتقدون أن هناك صورا نمطية خاطئة حولهم وكذلك 6 من كل 7 شباب يعتقدون أن السياسيين سيستغلون الصور النمطية لأغراض سياسية، أيضا 3 من كل 4 شباب يعتقدون أن العلاقات التجارية ستتدهور مستقبلا في ظل العلاقات الحالية.

تركت الحرب آثارها العميقة على العلاقات الاجتماعية بين المكونات في نينوى، وقد يبدو أن هذه الآثار آخذة في التلاشي بينما تشق المدينة طريقها صوب التعافي العمراني والاقتصادي، ولكن تلك الآثار.. تلك الحساسيات بقديمها وجديدها باقية تحت السطح، وسرعان ما تطفو  ما إن يتوفر لها مناخ مناسب، لتشعل فتيل نزاعات جديدة لم تكن في الحسبان، ما لم ينظر إليها أبناء نينوى نظرة جادة ومعمقة، ويتقبلون أن عليهم -في مرحلة ما – الخوض في الأحاديث المؤجلة والجروح الصعبة لضمان علاقات صحية بين المكونات المختلفة.

 

 

[1] تقرير الأمم المتحدة حول خطر التغيرات المناخية

https://iraq.un.org/en/194355-migration-environment-and-climate-change-iraq