UTV – البصرة

تشكل بألوان ريشها الزاهية لوحة في السماء. الفلامينكو وأنواع اخرى من الطيور تمر في البصرة خلال هجرتها السنوية بحثا عن مكان دافئ.

اسراب الطيور شوهدت هذا العام بأعداد لافتة عند سواحل ميناء الفاو الكبير، حيث وجدت فيه مأوى لها بسبب موقعه على رأس الخليج وابتعاده عن الاخطار.

ويقول مفيد قاسم، تدريسي في قسم علوم الحياة بجامعة البصرة، إن “الكثير من الطيور المهاجرة تأتي من شمال الاتحاد السوفيتي وكذلك من منطقة سيبيريا، وهي تأتي ضمن الخط الافريقي الاسيوي، وتستوطن في البلاد خلال فترة الشتاء، وهناك مجموعة تأتي خلال الصيف، وهذه الأيام هناك الكثير من الأنواع ظهرت وهي معتاد ان تأتي لكن هذا العام جاءت بأعداد ملفتة للانتباه كطائر الفلامينكو والبغيلي والغاك”.

وأثر تغير المناخ الذي يواجهه العراق على الطيور المهاجرة، حيث تسبب في انخفاض أعدادها، وهذه الطيور العابرة تزور البلاد خلال فترات مختلفة من السنة قاطعة آلاف الاميال، قسم منها يستوطن فيها، والقسم الاخر زائر لا يمكث طويلا.

وتقول سارة سالم، تدريسية في كلية الطب البيطري، إن “التغيرات المناخية اثرت بشكل كبير على اعداد الطيور المهاجرة من جهة طرق تنقلها ومدة هجرتها وأسلوب هجرتها والاماكن التي تتخذها للراحة والتكاثر، فارتفاع درجات الحرارة اثر على اعداد الطيور المهاجرة وأصبحت تبحث عن أماكن أخرى يتوفر بها الغذاء والماء”.

الصيد الجائر عامل آخر تسبب في فقدان بعض أنواع الطيور المهاجرة، اذ أصبحت تتحاشى القدوم إلى العراق والتوقف فيه قبل استئناف رحلاتها بوصفه حلقة وصل يربط اسيا بأوروبا.

ويقول جلال ياسين، عميد كلية الطب البيطري، إن “البصرة او المنطقة الجنوبية بشكل عام تعد منفذا للطيور، واغلبها تاتي وتعود من أوروبا، ولذلك نعتبر حلقة وصل للمرور واغلب حركتها في الشتاء ونحن نعاني من الصيد الجائر الذي طال طيورا بعضها نادر لدرجة ان بعضها انقرض في المنطقة الجنوبية وتحديدا في البصرة بينما موجود في دول اخرى وللأسف تباع الطوير بمبالغ بخسة لا تتجاوز 4 دولارات”.

ويحتفظ متحف التاريخ الطبيعي في البصرة بأنواع متعددة من الطيور التي تعيش في بيئات مختلفة كالأهوار والصحارى، ولا سيما المهددة منها بالانقراض، وقد تم تحنيطها لتعريف زائريه بها.

الطيور المهاجرة التي تمر عبر العراق خلال رحلتها الموسمية بين القارات، او تلك التي تتخذ منه موطنا لها، بحاجة الى دراسة وتوثيق جديد بناء على التغيرات المناخية والبيئية التي طرأت على البلاد، فضلا عن عمليات الصيد الجائر.

 

تقرير: سعد قصي