إن هناك فرقا شاسعا بين الادعاء بالسعادة والشعور بها حقًا. في كثير من الأحيان، يميل الأشخاص غير السعداء في الحياة إلى إخفاء مشاعرهم الحقيقية، إما لتجنب إثقال كاهل الآخرين أو للحفاظ على صورة معينة.
ولكن لا يمكن إخفاء التعاسة بشكل كامل، إذ غالبًا ما تكشفها سلوكيات محددة قد تبدو طبيعية على السطح، ولكن عند الفحص الدقيق، تكشف عن شعور أعمق بعدم الرضا، وفقًا لما نشره موقع Ideapod.
يكشف الخبراء أن هناك علامات تدق ناقوس الخطر وتظهر في 9 سلوكيات تنتشر عادةً عند الأشخاص غير السعداء في الحياة ولكنهم لا يعترفون بذلك أو يدعون العكس، كما يلي:
1. التعويض الزائد في الإيجابية
إن هناك بعض الأشخاص، الذين يبدون دائمًا مبتهجين بشكل مفرط، بغض النظر عن الظروف. بالطبع، إنها سمة عظيمة أن يكون الشخص إيجابيًا، ولكن هناك خط رفيع بين التفاؤل الصحي والتعويض الزائد. يختبئ الأشخاص غير السعداء غالبًا خلف قناع من الإيجابية المبالغ فيها. إنهم يبدون دائمًا وكأنهم يعيشون حياة تملأها أكبر الابتسامات وأعلى الضحكات. إنه سلوك يتم اللجوء إليه عادة كمحاولة لإخفاء مشاعر التعاسة الحقيقية. إنها آلية دفاعية – إذا تمكنوا من إقناع الآخرين بأنهم سعداء، فربما يمكنهم إقناع أنفسهم أيضًا.
2. تجنب الاتصالات العميقة
يحتفظ بعض الأشخاص بدوائر واسعة من العلاقات الاجتماعية ويكونون منفتحين ومضحكين ويطلقون النكات، ولكن لا يبدو أنهم يتمتعون بأي علاقات عميقة وذات معنى. إن الإحجام عن إقامة علاقات عميقة وتجنب المحادثات أو العلاقات الهادفة باستمرار يعد علامة على تعاسة الكامنة.
3. إهمال الرعاية الذاتية
توصلت دراسة، نشرت في دورية Health Psychology، إلى وجود علاقة قوية بين الحالة المزاجية المنخفضة وعادات الرعاية الذاتية السيئة. فعندما يكون الشخص راضيًا عن حياته، فإنه يميل إلى الاعتناء بنفسه بشكل أفضل، بما يشمل الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم. وعلى النقيض، فإن أولئك غير السعداء غالبًا ما يتركون هذه العادات تفلت من أيديهم، إذ يميلون إلى تناول الوجبات السريعة في كثير من الأحيان، أو لا يمارسون رياضتهم المعتادة أو يسهرون حتى وقت متأخر من الليل.
4. الشكوى المستمرة
إن الشكوى من وقت لآخر هي طبيعة الإنسان. لكن الشكوى المفرطة غالبًا ما تكون علامة على شيء أكثر عمقًا. إن الأشخاص غير السعداء ولكنهم غير راغبين في الاعتراف بذلك ربما يقعون في نمط من السلبية المستمرة. ويبدو أنهم يجدون خطأً في كل شيء، على سبيل المثال، الطقس وعملهم والطعام في المطاعم المحلية. إن الدورة المستمرة من الشكوى هي أحد أعراض عدم رضاهم عن الحياة. إن كلمة السر للعلاج هي محاولة تفهم أن هذه قد تكون طريقتهم للتعبير عن تعاستهم دون معالجتها بشكل مباشر. إن تقديم أذن استماع يمكن أن يقطع شوطا طويلا في مساعدتهم.
5. المشغولية باستمرار
في العصر الحالي يشهد العالم ثقافة تمجد الانشغال، لذلك قد يكون من السهل الخلط بين النشاط المستمر والإنتاجية أو حتى السعادة. لكن الأشخاص غير السعداء غالبًا ما يملؤون جداولهم إلى أقصى حد لإلهاء أنفسهم عن مشاعرهم. فمن الأسهل لهم التركيز على المهمة التالية، والحدث التالي، والموعد النهائي التالي بدلاً من التفكير في سبب شعورهم بعدم الرضا. يجب تذكر أنه من الضروري قضاء بعض الوقت للاسترخاء أو التأمل الذاتي أو الاستمتاع بمباهج الحياة بشكل صحي سوي.
6. الافتقار للشغف
يوجد دائمًا لدى الجميع ما يمكن أن يجعل الأعين تلمع وتتوهج الابتسامات سواء كانت هواية أو مشروع عاطفي أو حتى كتابًا أو فيلمًا مفضلاً. إنها الأشياء التي تمثل جزء من هوية الأشخاص. ولكن عندما يعاني شخص ما من التعاسة، فإن تلك الشرارة يمكن أن تتلاشى. قد يتوقفون عن الانخراط في الأنشطة التي كانوا يحبونها ذات يوم أو يبدون غير مبالين بالأشياء التي كانت تثيرهم في السابق. إن فقد الشخص الاتصال بعواطفه أو تلاشى شعوره بالشغف يعد علامة واضحة على الهموم التي تثقل كاهله. إن التواصل معه وتذكيره بشغفه وتشجيعه على الانخراط في الأنشطة التي أحبها ذات يوم يمكن أن تشعل تلك الشرارة مرة أخرى.
7. التعب المستمر
يمكن أن تظهر التعاسة على شكل تعب مزمن. إن العبء العاطفي الناجم عن تحمل مشاعر السخط غير المعترف بها يمكن أن يكون مرهقًا تمامًا مثل المجهود البدني. إن شكوى الشخص دائمًا من التعب دون سبب واضح، ربما يكون علامة على عدم سعادته. إن التواصل معه وتقديم الدعم له يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
8. الانتقاد بشكل مفرط
يوجد لدى الجميع صوتًا نقديًا في رؤوسهم يشير إلى الأخطاء ويدفع إلى القيام بعمل أفضل. ولكن عندما يكون شخص ما غير سعيد، يمكن أن يصبح هذا الصوت أعلى وأكثر ثباتًا. يمكن أن يبدأ الأشخاص التعساء في انتقاد أنفسهم بقسوة لكل خطأ صغير أو عيب متصور، ويمتد النقد الذاتي في الكثير من الأحيان إلى الآخرين أيضًا. يبدأ الأشخاص غير السعداء في اكتشاف الأخطاء في الأشخاص من حولهم، مع التركيز على عيوبهم أكثر من نقاط قوتهم.
يمكن أن يكون نمط النقد المستمر علامة على ظهور تعاستهم الداخلية إلى الخارج. من المهم التعامل مع هؤلاء الأفراد بالتعاطف، وتذكيرهم بأن كل شخص لديه عيوب وتشجيعهم على تبني منظور أكثر توازناً.
9. الميل للعزلة
إن الميل إلى العزلة الذاتية هو أحد أكثر العلامات دلالة على التعاسة الخفية. ينسحب الأشخاص غير السعداء في الغالب من دوائرهم الاجتماعية. وقد يرفضون الدعوات، أو قضاء المزيد من الوقت بمفردهم، أو حتى إبعاد أنفسهم عن أحبائهم. إنهم لا يفعلون ذلك لأنهم لا يقدرون علاقاتهم، بل على العكس تمامًا. إنهم في الواقع يحاولون حماية أحبائهم من تعاستهم. إنهم لا يريدون أن يثقلوا مشاعرهم على الآخرين، لذلك يختارون العزلة بدلاً من ذلك. ينصح الخبراء بضرورة التواصل مع هؤلاء المنسحبين من الدوائر الاجتماعية لأنه يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. حتى لو لم ينفتحوا على الفور، فإن معرفة أن شخصًا ما يهتم يمكن أن يكون فكرة مريحة في حد ذاتها.