بانتظار إشارة من المخرج للشروع بإيماءات الترويج، تقف لونا أمام مجموعة من الكاميرات ومصابيح الإنارة داخل أحد الاستوديوهات في بغداد، لتصوير إعلان تجاري مع زميلتها وصديقتها المقربة إسلام.
لونا وإسلام كانتا عارضتي أزياء، وشاركتا في عديد من العروض في مناطق مختلفة من العراق، قبل أن تختارا العمل في قطاع الإعلانات.
وتشكل الشابتان نموذجا من مجتمع فتيات الإعلان في العراق، اللواتي برزن بعد تسيد منصات الفيسبوك والإنستغرام سوق الميديا على حساب الوسائل التقليدية.
تقييمات “أخرى”
يُشترط في العاملات في هذا المجال الجمال والأناقة، وبعضهن خريجات جامعيات أو طالبات، بينما هناك أخريات لم تسعفهن ظروفهن بإكمال التعليم.
تقول لونا لـUTV إن عملها في الإعلانات يوفر لها دخلا جيدا مقارنة بعرض الأزياء، ولذلك بدأت بمزاولته.
ويقول صناع إعلانات في العراق إن مهنة فتيات الإعلان تحتاج إلى كثير من الدراسة الأكاديمية والتخصص بحسب نوع المنتجات، لكنها في العراق تخضع لـ”تقييمات أخرى”.
تزكية الـ”فيس” والـ”إنستا”
ويقول سيف علي (صانع محتوى إعلاني) لـUTV إن “عدد المعجبين والمشاهدات والشهرة على فيسبوك وإنستغرام، هو المعيار المستخدم حاليا لاختيار الموديلات”.
وتقول إسلام لـUTV إن “العمل في الإعلانات هو أسرع طريق للشهرة والوصول إلى الناس، وذلك ما دفعني إلى مزاولته”.
ضريبة هذه المهنة فترات العمل الطويلة والمرهقة في مواقع التصوير، إضافة إلى تكاليف مراكز التجميل التي تستنزف ميزانية الفتيات المحدودة ليظهرن بالشكل الذي يبقيهن مرغوبات لدى صناع المحتوى الإعلاني.
وكأي مهنة مرتبطة بالشهرة، كثرة المميزات لا تلغي المنغصات، كالإشاعات والتنافس غير المقيد بقواعد والمضايقات من أصحاب السلطة والمال.