UTV
بين تداعيات قرار رفع قيمة الدينار، وإيقاف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، وصولا إلى إقرار الموازنة الثلاثية؛ شهد 2023 منجزات وتقلبات اقتصادية بعضها أوشك على دقّ ناقوس الخطر من كارثة مالية كبرى في العراق.
ففي شباط ضربت تغييرات جذرية السياسة النقدية العامة.. إثر قرار البنك المركزيّ رفع قيمة العملة من 1460 إلى 1320 دينارا أمام الدولار، لتشتعل بذلك عمليات المضاربات والتهريب، حيث سجلت الأسواق الموازية ارتفاعا في سعر الصرف وصل إلى 170 ألف دينار لكلّ 100 دولار، حتى انخفضت إلى معدل 150 ألفا بحلول نهاية العام.
أمّا في آذار فاتخذ قرار مفصليّ في السياسة النفطية.. بعد أن أوقفت بغداد تصدير 450 ألف برميل خام يوميا من إقليم كردستان وحقول كركوك، عبر ميناء جيهان التركي، إثر قضية تحكيم دولية.
وضمن أبرز أحداث الاقتصاد.. شهد نيسان افتتاح مصفى كربلاء النفطيّ بطاقة إنتاجية تصل إلى 140 ألف برميل يوميا، بالتزامن مع إطلاق جولة التراخيص الخامسة في 11 رقعة استكشافية غازية ضمن محافظات النجف والأنبار ونينوى.
وحافظ العراق على المرتبة 30 عالميا باحتياطيات الذهب في أيار، إثر شراء البنك المركزيّ 2300 كيلوغرام من المعدن الأصفر.
وفي الشهر ذاته.. أعلن العراق مشروعه الاستراتيجيّ الواعد: طريق التنمية لربط ميناء الفاو الكبير بتركيا وصولا إلى أوروبا، ضمن خطة طموحة لتطوير البنية التحتية لقطاع النقل الدّولي.
وحمل حزيران الخبر الاقتصاديّ الأبرز: التصويت على قانون الموازنة الأضخم في تاريخ البلاد بقيمة تصل إلى نحو 153 مليار دولار لكلّ سنة من ثلاث سنوات متعاقبة.
وضمن مستجدات الشهر نفسه سدّد العراق مليارين وسبعمئة وستين مليون دولار من مستحقات الغاز الإيرانيّ بعد الحصول على إعفاء أميركيّ من العقوبات.
وشهد النصف الثاني من العام أكبر اتفاق اقتصاديّ.. إذ أبرم العراق عقدا مع شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية في تموز بـ 27 مليار دولار لتنفيذ 4 مشاريع في النفط والغاز والطاقة المتجددة.
وفي تموز أيضا تفجرت أزمة نقدية كبرى بتقييد الخزانة الأميركية حوالات 14 مصرفا خاصا بالدولار.
وكان آب بمنزلة الشهر الأقسى على الاقتصاد الزراعي.. إذ حرم شحّ المياه محافظات النجف والديوانية والمثنى من زراعة العنبر، الرز العراقيّ الأشهر، لأول مرة في تاريخ البلاد.
ومن جانب المنجزات.. شهد آب إطلاق الأعمال التنفيذية لمجمع ريكسوس السياحي.. أضخم مشروع وسط بغداد، وقد جسّد باكورة أعمال الاستثمار القطريّ البالغة قيمته 7 مليارات دولار، على أساس اتفاقيات ومذكرات تفاهم أبرمها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته التاريخية إلى بغداد في حزيران. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وصف مجمع ريكسوس بعلامة مميزة تضاف إلى الهوية المعمارية لبغداد.
وكما بدأ العام باضطرابات الدولار فقد انتهى باتخاذ إجراءات تمهد لحلّ أزمة العملة، إذ شهد كانون الأول اتفاق البنك المركزيّ مع الجانب الأميركيّ على تلبية حاجة المصارف من الورق الأخضر عبر شحنات نقدية مستوردة تنقل جوا إلى مطار بغداد، كما وجّه المركزي المصارف الخاصة بتمويل استيرادات صغار التجار من تركيا باليورو أو الليرة، واتفق مع بنك أبو ظبي الأول للتمويل بالدرهم الإماراتيّ، إلى جانب تعزيز أرصدة مماثلة باليوان الصيني والروبية الهندية، حتى أخذ مسؤولون في الحكومة يتحدثون عن انتهاء معركة الدولار العام المقبل.
تقرير: غرفة الأخبار