الـ”بيدر” والـ”كرخان”.. قصة 6 قرون من تراث الحمامات في الموصل
تحتفظ الموصل بآثار وبقايا العديد من الحمامات الشعبية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
أكثر من 200 حمام انتشرت في الموصل منذ ذلك الحين، باعتبارها محطة تجارية واقتصادية تربط مشارق الأرض بمغاربها.
ومن ابرز الحمامات في مدينة الموصل، حمام الصالحية وحمام القلعة، وهما من أقدم الحمامات التي لا تزال تحتفظ بجزء من هياكلها الناجية من الحرب.
أمّا حمامات الموصل التاريخية الاخرى فلم يتبقَّ منها إلا الأسماء الموزعة على مناطق عدة في الموصل كحمام المنقوشة وحمام عبيد آغا وغيرها.
يقول مواطن موصلي لـUTV، إن بعض مواقع الحمامات اصبحت مواقع اثرية، مبينا، أن حمام القلعة مثلا، والذي كان من افضل حمامات الموصل، تحول الى موقع اثري بأمر من هيئة قبل 4 عقود، اذ تم منع البناء في ذلك الموقع منذ ذلك الحين.
ويتحدث صاحب احد حمامات الموصل لـUTV، عن طبيعة وتنوع الحمامات في المدينة، قائلا: ” الحمامات القديمة كانت مبنية بواسطة القناطر باستخدام الجص والحجر، كحمام عبيد اغا وحمام الحدباء بالقرب من الجامع القديم حمام العطارين وحمام القلعة المطلين على نهر دجلة”.
شهدت الحمامات في مختلف مدن العراق تطورات عدة منذ انشائها حتى الان، غير ان حمامات الموصل تمكنت من الحفاظ على طرازها التاريخي القديم، كما يحافظ اصحابها وروادها حتى على استخدام التسميات القديمة لمحتويات الحمامات، كـ”البيدر” وهي الحجر الساخن الذي يتوسط باحة الحمام الرئيسية، والـ”كرخان” وهو صنبور المياه الساخنة.
وتقتصر اغلب اعمال تطوير وترميم حمامات الموصل التاريخية على جهود اصحابها او ورثتهم، اعتزازا بتاريخها، على الرغم من تراجع جدواها الاقتصادي بتراجع اعداد روادها.