يملأُ العاملون في احد متاجر في واسط بسُرعةٍ كبيرةٍ اكياسَ التبضُّعِ لارسالِها الى الزبائنِ الذينَ فضّلوا خِدمةَ التوصيلِ على الحضورِ الى المتاجر..
يشكل الوقتُ العامل الابرز في انجاحِ هذهِ الخِدمةِ التي تُقدَّمُ مجاناً احياناً او بفائدةٍ لا تتعدى اثنينِ بالمئةِ من اجمالي السعر بحسبِ المسافةِ المقطوعة..
يقول حسين حميد، صاحب احد المتاجر في المدينة، لـUTV، إن التوصيل يوفر على المتبضع عناء قطع مسافة طويلة للوصول الى المتجر المقصود، مبينا ان عاملي التوصيل في متجره يغطون معظم مناطق مركز المدينة مقابل اجور زهيدة.
تُستخدَمُ الدراجاتِ عادةً في توصيل الطلبات، للهربِ مِنَ الازدحاماتِ او لسهولةِ وقوفِها في أيِّ مكانٍ امّا الطلباتُ الكبيرةُ فـ”الستوتة” تمثل الحلُّ الانجع لكونِها انسبَ منْ ناحيةِ صرفِ الوقود.
وتُشكِّلُ هذهِ الخِدمةُ مصدرا جيداً لدَخل عمالِ التوصيلِ في واسط…إذ تعتمد اجورهم على عددِ الطلباتِ المُوصَلةِ خلالَ اليوم الواحد، وهو ما يدفعهم لمضاعفة جهود التوصيل بسرعة.
يتحدث طه الواسطي وهو عامل توصيل عشريني لـUTV، قائلا،” خدمة التوصيل وفرت لي فرصة رزق لا بأس بها”، ويضيف الواسطي، ” اقوم بـ 10 الى 20 رحلة توصيل يوميا، واجني من خلالها نحو 40 الف دينار، وهو مبلغ مناسب والحمدلله”.
وفي ظل استمرار اصاباتِ كورونا والارتفاعُ في درجات الحرارةِ ، يفضل الاهالي في واسط خِدمةَ التوصيلِ حتى لأبسطِ الاشياءِ التي تَقِلُّ قيمتُها احياناً عنْ كُلفةِ التوصيلِ، الامرُ الذي جعلَ بعضَ اصحابِ المتاجرِ يواجهونَ طلباتٍ غريبةً او طريفة.
يتحدث حيدر الخالدي، صاحب متجر في واسط عن بعض الطلبات الغريبة لمراسل UTV، قائلا، “عادة ما نقوم بتوصيل الطلبات التي يبلغ سعرها مثلا 20 الف دينار بألفي دينار فقط”، مضيفا، “أحيانا يطلب احدهم سلعة لا يزيد سعرها عن 250 دينارا، ولا يتردد بدفع اجر التوصيل الذي يبلغ عشرة اضعاف ذلك السعر!”.
من جانبه، يضيف مرتضى الغرباوي، وهو صاحب متجر اخر في المدينة، مبتسما، “من الطرائف أن فتاة اتصلت يوما ما وطلبت تحويل رصيد لشحن هاتفها النقال مقابل دفع اجر التوصيل، غير ان تحويل الرصيد لا يتطلب عملية توصيل اصلا!”.
بحسَبِ شَرِكةِ بيتشبوك للتحليلاتِ فإنَّ اكثرَ منْ اربعةَ عشرَ مليارَ دولارٍ استُثمرتْ في توصيلِ المشترياتِ في العالَمِ مُنذُ بداية الجائحة مطلع العامِ الماضي.