كشف تقرير بريطاني عن مغادرة قائد رفيع في الحرس الثوري الايراني، يدعى”حيدر الافعاني” العراق خلال الاسبوع الماضي، مبينا أنه غادر مهمته في العراق غاضبا من ما وصفه بـ”تمرد قادة الفصائل المسلحة في العراق”.

ونقل التقرير الذي نشره موقع “ميدل إيست آي” وتابعته UTV، عن مصادر وقادة في الفصائل حديثهم عن “تعنت” يبديه قادة الفصائل الكبيرة، حيث “يعيشون فزعاً” خشية تخلي طهران عنهم مقابل الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية، على حد تعبير التقرير.
وفي ما يلي نص التقرير:

قال قادة الفصائل المسلحة والسياسيون لـ “ميدل إيست آي” إن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بإحباط متزايد بسبب تعنت الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة معهم، مع استقالة الرجل المكلف بالإشراف عليها من دوره احتجاجا.
في السنوات الأخيرة، كانت الفصائل المسلحة مستأجرا رئيسيا في السياسة الإيرانية في العراق، حيث حصلت على دور رسمي وغير رسمي متزايد في البلاد، لا سيما بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014.
ومع ذلك، أدى اغتيال الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020 إلى تخفيف قبضة طهران على وكلائها العراقيين، الذين أصبحوا متمردين بشكل متزايد مع سعي إيران إلى التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لرفع العقوبات.
وقد أفزعت المحادثات الجارية في فيينا بين إيران والولايات المتحدة حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الفصائل المسلحة العراقية، التي تخشى أن تصادرها طهران مقابل تخفيف العقوبات.
وبالمثل، بدأت إيران والمملكة العربية السعودية مفاوضات في محاولة لتهدئة التوترات والأزمات الإقليمية – لا سيما في اليمن ولبنان.
وردا على ذلك، سعت الفصائل المسلحة الى مزيد من الحكم الذاتي، وكثفت هجماتها على القوات الأمريكية فى العراق فى مخالفة للأوامر الإيرانية.
وكان الجنرال حيدر الأفغاني، ضابط الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن الجماعات المسلحة العراقية، قد قدم الأسبوع الماضي طلبا لنقل خدماته خارج العراق، حسبما قال قادة الفصائل المدعومة من إيران.
وقال أحدهم إنه فعل ذلك “بسبب فشله في مهمته ورفض قادة عدد من الفصائل العراقية المسلحة الانصياع لأوامره”.
“إن [قادة] الفصائل المسلحة غاضبون جدا ويشعرون بأنهم مجرد دمى [إيرانية]. أولا [الإيرانيون] يطلبون منهم الهجوم، ثم يطلبون منهم التزام الهدوء”.
“إنهم [الفصائل المسلحة] يريدون نوعا من الاستقلال. لقد كانت هذه القضية موضع جدل كبير [بين الإيرانيين والعراقيين] خلال الأشهر القليلة الماضية”.
وقد طلبت “ميدل إيست آي” من الحرس الثوري الإيراني التعليق، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت النشر.
وقال القائد إن كتائب حزب الله و عصائب أهل الحق، أقوى الفصائل المسلحة الشيعية، يبدوان في طليعة التمرد.
ويعتبر الأفغاني، وهو مساعد سابق لسليماني، أول مسؤول إيراني يعرب عن غضبه من الفصائل ويطلب نقله بعيداً عن العراق. ويعتقد أيضا أن العديد من الآخرين يشعرون بالإحباط، ولكنهم لم يعربوا عن ذلك مثل الأفغاني.
في الأيام الأخيرة غادر البلاد إلى مدينة مشهد الإيرانية، حيث تقيم عائلته، بعد أن قدم طلبه إلى الجنرال إسماعيل قاآني، خليفة سليماني كرئيس لقوة القدس النخبوية.
بيد أن قرار نقل الأفغانى لم يتخذ بعد، وفقا لما صرح به القادة العراقيون.
وقال قائد مقرب من الأفغاني، “يقول [الأفغاني] إن كل واحد منهم [قادة الفصائل] يتصرف بمفرده ولا يستمع إليه”.
وقال قاآني صراحة إنهم أصبحوا متمردين وغير مطيعين. ومن المعروف أن الإيرانيين صبورون. الافغاني هو أول مسؤول ينزعج ويغادر العراق بسبب موقف الفصائل”.