UTV – أربيل
إلى أين تمضي الحرب على غزة؟ وأي آثار يمكن أن تترتب عليها؟
أهداف الاحتلال المعلنة لا تبدو قريبة المنال في ظل الخسائر المتواصلة لتحقيق التقدم شماليّ القطاع، فالمقاومة الفلسطينية للقوات الإسرائيلية الزاحفة ببطء لا تزال تهدد جنوده ومدرعاته من كل باب أو نافذة ومن بين الأنقاض، كما أن تل أبيب لم تقدم دليلا واحدا حتى الآن على دخول نفق واحد من أنفاق حماس، ولم تتمكّن من تحرير أي أسير، على العكس من جانب المدافعين عن أرضهم إذ يتوالى بث مقاطع تظهر نجاح استهدافهم للجيش المحتل في مناطق الاشتباك.
وبالإضافة إلى انعدام أدلة تحقيق الأهداف؛ فإن بدء عمليات الاجتياح البري لم يؤد إلى توقف القصف الجوي، وتلك وسيلة يبرر بها الاحتلال غايته المتمثلة بمساعدة قواته المشتبكة على الأرض، أو استهداف مقاومين في المناطق السكنية، على أن له غايات لم تدرج علنا، لكن ضمنا في قائمة أهداف الحرب، فالقصف الوحشي إذ لا يعنيه ما تحته عسكريا أو مدنيا.
يواصل إيقاع الضحايا بين المدنيين وإثارة رعبهم والدفع بهم نحو جنوب القطاع تمهيدا لتهجير أبعد، والقتل من وراء القصد.
هكذا إذن تمضي الحرب على غزة، إلى إخلائها من سكانها وإعادة احتلالها مجددا، وما يترتب على ذلك من تبعات تقع على عاتق المنطقة، لكنّ ما يعنيه هذا كله أن تحقيق أهداف الحرب المعلنة عسكريّا لن يكون أمرا سهلا ويستلزم زمنا طويلا من الدم، وربما يفضي إلى خسائر فادحة في القوات الإسرائيلية.. خسائر يغض العمل الدعائي الغربي الطرف عنها، فكل حرب يسبقها ويسير بركبها ويعقب دخانها عمل إعلامي، أما في هذه الحرب فتعجز ماكينة الغرب الإعلامية عن طمس حقائق مسارها العسكري.. حقائق القتال في متاهة.
تقرير: براء سلمان