منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خرج عدد من الأشخاص، عبر عدة دول حول العالم، في مسيرات احتجاجية وتضامنية، لإدانة المجازر التي تتم في حق المدنيين، والتي راح ضحيتها الآلاف من بينهم أطفال ونساء.
إلا أن هناك من اختار الاحتجاج بطرق مختلفة، بعيداً عن المشاركة في المسيرات، أو رفع الشعارات التي تدين جرائم الاحتلال بالطريقة المعتادة.
ومنهم من قام بالاحتجاج عن طريق رقصة حربية تدل عن القوة والصمود، وآخرون اختاروا ارتداء الأكفان، فيما كان قرار البعض الجلوس في مقاهٍ تدعم الاحتلال وملء جميع المقاعد دون طلب شيء، للتأكيد على خسارتهم المادية ومنع دخول الزبائن إليهم.
جماهير ريال سوسيداد ملطخة بالدماء وحاملة أعلام فلسطين
قررت جماهير نادي ريال سوسيداد الإسباني التضامن مع أهالي قطاع غزة، من خلال طريقة مبتكرة وجديدة، عبرت بها خلال المباراة التي دارت بين النادي الذي تدعمه وبنفيكا في دوري أبطال أوروبا.
وقبل انطلاقة المباراة، ارتدى عدد من جماهير سوسيداد ملابس وأقنعة بيضاء، تم تلطيخها باللون الأحمر، في إشارة إلى دماء الشهداء في غزة، الذين تجاوز عددهم 11 ألف شهيد جراء الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودخلوا إلى مدرجات ملعب “أنويتا” رافعين أعلام دولة فلسطين خلال العمليات الإحمائية للاعبين، بعد أن تم تخصيص مساحة خاصة لهم في الملعب من أجل حملتهم التضامنية.
وأشاد عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي بهذا التضامن معتبرين أن ذلك يعد موقفاً قوياً في وجه التخاذل العربي من الأحداث الجارية في قطاع غزة.
الشيء الذي جعل عدداً كبيراً من وسائل الإعلام العربية والعالمية، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، يقومون بإعادة نشر الفيديوهات والصور التي توثق طريقة التضامن المبتكرة هذه، والتي لم يسبق لها أحد من قبل.
ارتدوا الأكفان وافترشوا الأرض في أكبر محطة مترو في إسطنبول
أما في تركيا، فقد قام عدد من النشطاء، الداعمين للقضية الفلسطينية، بالتضامن مع أهالي قطاع غزة بطريقة مختلفة تماماً، وهي ارتداء الأكفان وسط إحدى أشهر محطات المترو في مدينة إسطنبول.
إذ لجأ عدد من الشباب يوم السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لافتراش الأرض مرتدين الأكفان، في محطة مترو “يني كابي”، وهي التي تربط بين جميع محطات الميترو الخاصة بكل من الجهة الأوروبية والآسيوية، ويمر منها آلاف الأشخاص، خصوصاً السياح منهم كل يوم.
وقد رفض هؤلاء النشطاء التحرك من مكانهم، بالرغم من تدخل رجال الأمن، الذين حاولوا إيقاف العمليات الاحتجاجية التي استمرت لمدة طويلة.
وبالإضافة إلى الأكفان، التي تعبر عن استشهاد آلاف المدنيين الفلسطينين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد تم رفع الأعلام الفلسطينية من طرف البعض في المحطة، فيما تمت تغطية البعض الآخر ممن ارتدوا الأكفان بها تأكيداً على الرسالة، والهدف من الاحتجاج.
أتراك يجلسون في “ستار باكس” بالكوفية والعلم الفلسطيني
في تركيا كذلك، وخلال الأيام الأولى من الإعلان عن مقاطعة المنتجات التي تدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، اعتصم عدد من الشبان في فروع سلسلة مقاهي “ستاربكس” الأمريكية في عدة مدن مختلفة.
وقد تمت هذه العملية بتنظيم من أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم للبلاد، وذلك من أجل التشجيع على مقاطعة المقهى الذي يعود جزء من أرباحه للشركة الأم في أمريكا.
وقد قام المتظاهرون بالجلوس في مقاعد مختلفة فروع “ستار باكس”، وملئها عن آخرها، مرتدين الكوفية، وحاملين العلم الفلسطيني، وطالبوا الزبائن بعدم شراء أي منتج منها لوقف دعم جيش دولة الاحتلال.
كما طالب المشاركون في حملة المقاطعة بعدم استهلاك جميع المنتجات التي تدعم دولة الاحتلال، وذلك من أجل إضعاف الدعم الذي يصل الجيش الإسرائيلي، ومن خلاله يتم استهداف المدنيين الأبرياء.
رقصة الحرب في المظاهرات النيوزيلندية لدعم غزة
عرفت المظاهرات التضامنية مع فلسطين في نيوزيلندية ظهور طريقة جديدة للتعبير عن الدعم لأهالي قطاع غزة، وذلك من خلال إحدى الرقصات الشهيرة، التي تسمى “الهاكا”، أو رقصة الحرب.
إذ انتشر فيديو لسكان مدينة أوكلاند وهم يؤدون رقصة “الهاكا” القتالية التراثية الشهيرة، التي تعبر عن التحدي والقوة ضد الحروب.
إذ ظهر المواطنون النيوزلنديون من أعمار مختلفة، كباراً وصغاراً، ووراءهم أعلام فلسطين، يقومون بتأدية الرقصة بكل حماس، من أجل إيصال الرسالة التي تحملها.
إذ تشرك هذه الرقصة الجسم بأكمله في حركات قوية ومتناغمة، مع تعابير وجه حادة وشرسة تهدف إلى تخويف العدو.