UTV – بغداد
لن يكتب للمباحثات الأميركية المباشرة أو عبر قنواتها النجاح لوقف الهجمات على قواتها ومصالحها في العراق أو سوريا، في ظل تغييرات دراماتيكية كبرى في المنطقة ولدت من رحم الحرب على غزة.
وبات أبرز مؤشرات تلك الهجمات التي استؤنفت منذ نحو شهر أن مداها بات يدور خارج فلك سياسة بغداد، وأن من يطلقها اختار الذهاب باتجاه صراع مفتوح على الرغم من الإقرار بصعوبة فك الارتباط مع الولايات المتحدة، نظرا إلى تشابك العلاقات والمصالح معها، ولا سيما في المجالين الاقتصادي والمالي.
فبعد أيام على زيارة بلينكن لبغداد والتي سبقها إعلان عراقي أكد القدرة على اتخاذ قرارات كبرى تضمن مصالح البلاد، عاودت فصائل مسلحة، استهداف قاعدة حرير الجوية التي تستضيف قوات أميركية في أربيل بطائرة مسلحة مسيرة هذه المرة أيضا.
وتزامن القصف مع دوي صفارات الإنذار في السفارة الأميركية في بغداد، للتحذير من هجوم محتمل من دون ورود تقارير عن تنفيذ أو وجود آثار لمقذوفات أو ضحايا.
وقوبل ذلك التصعيد برد أميركي فوري، إذ استهدفت طائرتان إف 15 منشأة لتخزين أسلحة في مناطق شرق سوريا، أعلن حيثياتها لويد أوستن وزير الدفاع الأميركي بنفسه، والذي شدد في بيان على أن قواته تنفذ ضربات دفاعا عن النفس، وأطلق إنذارا بأن بلاده على أتم استعداد لاتخاذ إجراءات ضرورية أخرى لحماية جنودها ومنشآتها.
وتقود كل المؤشرات تلك إلى أنه لا آفاق تدعو إلى لملمة خيوط اللعبة السياسية والأمنية في العراق وسوريا، ما قد يدخل واشنطن في حالة حرب متصاعدة في العراق وسوريا لتعطيل وتقليص قدرات الجماعات المسؤولة بشكل مباشر عن مهاجمة قواتها في المنطقة، مقابل جهات تؤكد عزمها الاستمرار في القصف لحين خروج القوات الأميركية من المنطقة بأكملها.