UTV – بغداد

كل الخيارات واردة في طوفان الأقصى، لكنها في يومه الثاني بعد الثلاثين ما تزال عاجزة عن وقف المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، أو حرف بوصلة الغرب المستقتل لدعم إسرائيل، وإن بدأ الشارع الأوروبي يفهم أن للسابع من أكتوبر سياقاته التاريخية التي لا تنتزع.

فما الخيارات إذن؟ إن كان انتشار الصراع في منطقة توصف بصمام أمان العالم سيشعل حربا إقليمية بتداعيات خطيرة.

وكيف يندرج ضمن الخيارات حصر الحرب في غزة، التي أسقطت ادعاءات حقوق الإنسان والمثل الغربية التي تكشف أنها لا تقبل القسمة على عربي تجاه إسرائيلي، فكانت النتيجة إلى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء القصف الوحشي الإسرائيلي، والعالم مكتوف الضمير يشيح بوجهه تارة، وأخرى يطالب بخجل فرض هدنة إنسانية، تتابع بعدها ماكينة القتل الصهيونية عمليات الانتقام.

وبالعودة إلى سياق الأزمة بنطاقها الإقليمي الذي يرتكز العراق في بؤرته، يدرك محمد شياع السوداني رئيس الوزراء أن حرب غزة تهدد بجر المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة قد يكون العراق أحد أقطابها، لذا يعمد إلى جولة إقليمية شملت إيران وستتضمن بعض دول المنطقة، تندرج في إطار خلق موقف موحد تجاه ما يحصل، وتفعيل الضغط الأقصى على الحلفاء الاستراتيجيين للعمل على وقف الحرب وفك الحصار عن غزة.

التوازن وعدم الانحياز إلى سياسة محورية، هذا ما يحاول السوداني تأطيره في علاقاته الخارجية وجولته الأخيرة، لكن ما يحدث في غزة يقسم العالم فريقين، فإما أن تنتصر للمظلوم وإما أن تكون مع القاتل، ففي الأزمات الأخلاقية لا حياد.

 

تقرير: مهند المشهداني