قالت الولايات المتحدة إن مصر وافقت على إعادة فتح معبر رفح الحدودي مع غزة للسماح بإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين، مع تفاقم الأزمة الإنسانية لسكان القطاع المحاصرين، وعددهم 2.3 مليون نسمة، واندلاع احتجاجات مناهضة لإسرائيل بجميع أنحاء الشرق الأوسط.

ولا تزال المنطقة مضطربة بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي المعمداني بغزة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وقال مسؤولون فلسطينيون إنه أسفر عن مقتل 471 شخصا واتهموا إسرائيل بتنفيذه بضربة جوية.

وقالت إسرائيل والولايات المتحدة إن الانفجار نجم عن إطلاق فاشل لصاروخ من قبل حركة الجهاد الإسلامي، لكن الحركة تنفي ذلك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة إن عدد القتلى جراء الانفجار لم يتجاوز “العشرات”.

واندلعت مظاهرات في الضفة الغربية المحتلة وإيران والأردن ولبنان وتونس وأماكن أخرى في ظل الغضب الذي يجتاح الشرق الأوسط بسبب انفجار المستشفى. وأظهرت لقطات تلفزيونية أن قوات الأمن اللبنانية أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المتظاهرين الذين كانوا يلقون مقذوفات بالقرب من السفارة الأمريكية في بيروت.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص شابين فلسطينيين في الضفة الغربية خلال الاحتجاجات، كما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن القوات الإسرائيلية قتلت رجلا فلسطينيا في غارة على قرية بدرس بالضفة الغربية.

وناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن قضية تقديم مساعدات لغزة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر الهاتف في وقت متأخر من أمس الأربعاء، وذلك خلال عودته إلى الولايات المتحدة بعد زيارة لإسرائيل استغرقت أقل من ثماني ساعات.

وقال بايدن للصحفيين إن السيسي وافق على فتح معبر رفح من مصر إلى غزة للسماح لنحو 20 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية بالدخول إلى القطاع، حيث يعاني الناس بشدة من نقص الغذاء والماء والوقود وغيرها من المواد الأساسية بعد أن حاصرت إسرائيل القطاع وشنت ضربات جوية قبل 12 يوما.

ولم يحدد بايدن موعدا لفتح المعبر، لكن المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قال إنه سيُفتح في الأيام المقبلة بعد إصلاح الطريق.

ووسط مخاوف من احتمال امتداد الصراع لمناطق أخرى، كان بايدن سيلتقي قادة عرب. لكن الأردن ألغى قمة كانت مقررة معه ومع قائدي مصر والسلطة الفلسطينية في عمان بعد انفجار المستشفى.

وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن الرئيس شي جين بينغ تحدث مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الخميس وشدد على أن المهمة الأكثر إلحاحا هي وقف إطلاق النار ومنع اتساع نطاق الحرب.

وأفادت وكالة إنترفاكس للأنباء أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سلط الضوء أيضا على خطر تحول الصراع في غزة إلى صراع إقليمي، وأن روسيا على اتصال مع تركيا بشأن هذا الأمر.

 

* الأمم المتحدة تفضل دخول 100 شاحنة يوميا

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث لمجلس الأمن أمس الأربعاء إن المنظمة تسعى إلى إدخال 100 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة مثلما كان الوضع قبل الصراع بين إسرائيل وحماس.

وقال البيت الأبيض إن من المقرر أن يلقي بايدن كلمة من البيت الأبيض في الساعة الثامنة مساء اليوم الخميس بتوقيت شرق الولايات المتحدة (الساعة 0000 بتوقيت جرينتش غدا الجمعة) بشأن الرد الأمريكي على هجمات حماس على إسرائيل والحرب الروسية في أوكرانيا. ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إسرائيل اليوم الخميس أيضا.

وذكرت مصر، التي قالت في وقت سابق إن معبر رفح لم يكن مغلقا من الناحية الفنية لكنه غير قابل للتشغيل بسبب القصف الإسرائيلي، أن السيسي وبايدن اتفقا على تقديم مساعدات لغزة بانتظام. وكانا ينسقان جهود المساعدة مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارة بايدن إن إسرائيل ستسمح بإيصال الغذاء والماء والدواء إلى جنوب غزة عبر مصر.

وواجه بايدن ضغوطا عالمية مكثفة لضمان التزام إسرائيل بتخفيف محنة المدنيين في القطاع الساحلي الصغير المكتظ بالسكان. وتعهد بتقديم مئة مليون دولار في صورة مساعدات أمريكية للمدنيين في غزة والضفة الغربية.

وقال مارك ريجيف المستشار لنتنياهو لشبكة (سي.إن.إن) إن إسرائيل وافقت “من حيث المبدأ” على السماح بإيصال المساعدات إلى غزة عبر مصر، لكننا “لا نريد أن نرى حماس تسرق المساعدات الموجهة إلى السكان المدنيين. إنها مشكلة حقيقية”.

وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول المساعدات عبر معبرها مع غزة حتى تفرج حماس عن نحو 200 رهينة احتجزتهم خلال هجومها عبر الحدود على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وقتل مقاتلو الحركة نحو 1400 شخص في الهجوم.

وقال بايدن للصحفيين إنه كان صريحا مع إسرائيل فيما يتعلق بالحاجة إلى تسهيل المساعدات لغزة. وذكر في وقت سابق أنه سيطلب من الكونجرس حزمة مساعدات غير مسبوقة لإسرائيل هذا الأسبوع رغم أنه من غير الممكن اتخاذ أي إجراء حتى ينتخب مجلس النواب رئيسا جديدا.

وذكر مصدر مطلع أن بايدن يفكر في طلب مساعدة بعشرة مليارات دولار لإسرائيل غدا الجمعة.

وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن إسرائيل بينما حث الإسرائيليين أيضا على ألا يستبد بهم الغضب، وأكد مجددا أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا ينتمون إلى حماس.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 3478 فلسطينيا قتلوا وأصيب 12065 آخرون في الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.