UTV – أربيل

ما الذي ينتظره العالم المنسلخ من قيمه أمام صور غزة، أم أنّ للمشهد زوايا مشفرة تخرج الحدث عن إطاره الإنساني في القطاع، وتندب عليه في المستوطنات.
ولمن لا يستوعب لغة الأرقام هنا.. فهي تكسّر وتضرب ليكون حاصل جمعها الموت.. فخلال أربع وعشرين ساعة فقط، ارتكب جيش الاحتلال أربعا وعشرين مجزرة، استشهد فيها ما يزيد على 260 فلسطينيا، بينهم 117 طفلا.
وإلى أولئك المتباكين على مصير أطفال العالم.. ماذا عن أكثر من 1800 طفل مزّقتهم آلة الحرب الصهيونية خلال 15 يوما، يضاف إليهم 800 طفل دفنوا تحت الأنقاض وفق حسابات المفقودين إلى الآن.
وضمن حصيلة الأرقام الناتجة عن حرب الإبادة الجماعية والدمار في غزة، 70 بالمئة باتوا بلا مأوى بعد تدمير ما يزيد على نصف الوحدات السكنية والبنى التحتية للقطاع في غارات جيش الاحتلال، أمام مرأى ومسمع العالم الموصوف بـ”الأول” المتقبّل لخسائر الحرب التي -وفق معاييره- لا تذرع بمقاييس الأخلاق أو المثل العليا التي لا تغادر أفواه زعمائه.. يسأل فلسطيني منكوب هنا: متى إذن، أعند كلّ “حرب” تبصق المثل؟
وأيّ مثل تلك التي تستوعب تحريف قصة القاتل ليكون الضحية.. استفهام يقود إلى سؤال أخلاقيّ: كيف يتلاعب العابثون بتعريف من هو إنسان يستحق الحياة، ومن هو حيوان بشري يجب أن يمزّق ويشرّد ويرمى في اتجاه خامس يتربص بهم في غزة.. غزة التي ترمق أولي القربى بنظرة فارغة وتقول: يا صبر أيوب.

تقرير: مهند المشهداني