UTV – أربيل
من يمتلك الصورة يمتلك السردية، لم يعد هذا ما يحدث في العالم، وللكيان الإسرائيلي ومن خلفه الغرب أن يسرد ما شاء عن غزة، فالحقيقة لا تغطّى بغربال المظالم المصطنعة، واضحة بسريالية الدمار والقتل والتنكيل، عبر عمليات انتقامية كسرت جميع أطر حقوق الإنسان والحرية وما يتعكز عليه العالم الموصوف بالمتحضر في حربه وسلمه.
لا تحكي الصورة هنا قصة دمار غزة في تاسع أيام الطوفان، بقدر ما تحكي سقوط الشعارات الزائفة، والتحيز إلى القاتل على حساب الضحية، والقفز من سياق الإنسانية لا إلى ازدواجية المعايير فحسب، بل نحو أشدّها تطرفا في دعم حرب الإبادة والحصار والتجويع التي يواجهها الفلسطينيون منذ خمسة وسبعين عاما.
جرائم الحرب شاخصة على أنقاض غزة المكتظة بالشهداء.. أطنان دفن تحتها أطفال ونساء وشيوخ، ومن أسعفه الحظ انتشل مثخنا بجراحه وقهره، وربما يتيما لا يعرف ما ينتظره، أموت مؤجل أم تغريبة فلسطينية أخرى؟ ولا يزال القصف الإسرائيلي يستهدف بوحشيته جميع صور الحياة في أحياء غزة متماديا بالأسلحة المحرّمة كالفسفور الأبيض.. ولكن من يحاسب؟!
وأمام ترسانة من يتبجح بجبروته ويختبئ خلف دول عظمى تحرك الأساطيل لحمايته والطائرات، تتحرك المقاومة الفلسطينية منفردة على أرض تعرفها جيدا وحرب خبرتها منذ عقود، لا يخيفها تحشيد ولا يرهبها وعيد، ولا تنفك صواريخها تمطر تلّ أبيب والبقاع المحتلة، وتقود اشتباكات ضدّ الثكنات العسكرية، وكأنها حرب بحرب وقصف بقصف، وإن اختلفت موازين القوى، أمام غاصب لا يعرف كيف هشّمت صورته بحجر فلسطيني، تربى على أنّ الموت والأرض وجهان للحرية، أيّ منهما جاء أولا كان الخلاص.
تقرير: مهند المشهداني