UTV – بغداد

أي نكبة إنسانية في القرن الحادي والعشرين تفوق الدمار في غزة، وكأنها تغريبة فلسطينية أخرى تحكي بطش من استبد، وقلة حيلة أولي القربى.

هناك يقتل الغزيون قصفا وحصارا أمام مرأى ومسمع العالم المتحضر، لينظر بعين ويغض الطرف بأخرى، والسؤال المطروح، ماذا لو كانت هذه المجازر قد ارتكبت في بلد آخر، أوكرانيا مثلا؟ هل كانت آلات الإعلام الغربي ستشيطن المقتول وتقف مع القاتل كما يحدث في غزة؟ أم أن هذه المعادلة لا تقبل القسمة إلا على طرف عربي تجاه إسرائيلي؟

لليوم الثامن يكسر جيش الاحتلال جميع أعراف الحرب وقوانينها، وعداد أطنان القنابل والمتفجرات الملقاة على رؤوس النساء والأطفال والشيوخ يرتفع بعمليات انتقامية.

أمراء الحرب الإسرائيلية “المحصنون دوليا” لا يبالون بتصدع صورة الإنسانية وارتكابهم جرائم حرب، والحصيلة إلى الآن: أكثر من مليون ومئة ألف فلسطيني مهدد بالتهجير، وما يزيد على ألفين و200 شهيد، وأربعة أضعافهم من المصابين، في قصف يستهدف 90 بالمئة منه المنازل والمباني السكنية.

لكن القصف يقابل برد، والحرب سجال، فطوفان القسام في يومه الثامن يجرع المحتل بطش القذائف والصواريخ والهجمات الخاطفة على الثكنات العسكرية في غلاف غزة وسائر البقاع المحتلة.

حصيلة القتلى من ضباط الاحتلال وجنوده والمستوطنين المعلنة تتجاوز 1300 ضعفهم من الجرحى إلى الآن، في أكبر خسارة يمنى بها الكيان الإسرائيلي منذ حرب عام 1948، وشتان بين من يمتلك آلة حرب عسكرية هائلة وتقف بظهره دول عظمى، ومن يتأزر بصبره وحقه في الأرض والتاريخ.

تقرير: مهند المشهداني