UTV – بغداد

عمر السكك الحديد العراقية يتخطى 100 عام.. فتاريخ إنشائها يعود إلى مطلع القرن العشرين، مقطع زمني وضع العراق في قائمة أوائل دول المنطقة استخداما للقطارات. عام 1920 شهد انطلاق أول رحلة على السكك بين البصرة وبغداد، وبعدها بعشرين عاما سار أول قطار من بغداد إلى إسطنبول.. قطار طوروس أو الشرق السريع.. وصولا إلى لندن في واحدة من أطول الرحلات العالمية.
وعبر القرن الماضي عمل العراق على استحداث العديد من خطوط الحديد ضمن شبكة بلغ طولها 2893 كيلومترا، من الجنوب إلى الشمال ومع ثلاثة بلدان مجاورة، تركيا وسوريا وإيران، لكنّ معظمها توقف بتأثير الحروب مع الجوار والإرهاب.
عام 2015 تسلم العراق 11 قطارا من الصين، 138 مليون دولار، في خطوة لاستعادة النقل السككي، وقد سيّرت على خطّ بغداد – البصرة. واليوم أعادت وزارة النقل تشغيل قطار بغداد – الفلوجة.
خطوط السكك العاملة حاليا لا تشكل سوى خدمة داخلية محدودة، أما الخدمة الكبرى المنتظرة فيجسدها مشروع طريق التنمية لربط شرق العالم وآسيا بأوروبا عبر ميناء الفاو وتركيا بخطوط، ضمنها سكك حديد لشحن البضائع وحمولات السفن، فضلا عن نقل المسافرين.
وقبل أيام وضع العراق وإيران حجر أساس لربط البصرة مع الشلامجة، ورغم التطمينات الحكومية بأنه سيقتصر على نقل المسافرين ولن ينافس طريق التنمية في عمليات الشحن، فإنّ وضع الحجر الأساس خلّف كثيرا من الجدل في الداخل، وبعيدا عنه تحاول بغداد لعب دور أساسي في تعزيز التنمية الاقتصادية عبر دخول قطاع شديد الأهمية والتعقيد، إذ يشهد النقل الدولي منافسة كبيرة عبر مشاريع استراتيجية إقليمية ودولية، قد تعيد رسم خارطة النقل العالمي.

تقرير: نوري حمدان