UTV – البصرة

استبشر الفلاحون خيرا في البصرة بموسم زراعي ناجح يعوض خسارتهم جرّاء وفرة إنتاج النخيل بسبب تحسن نوعية مياه الريّ نتيجة انخفاض ملوحة مياه شطّ العرب، “يو تي في” زارت أحد البساتين في منطقة الحوطة شرقيّ المحافظة ووثّقت رحلة الرّطب منذ جنيه من عذوق النخيل وحتى بيعه في الأسواق.
ما إن تشرق شمس الصباح، يبدأ عبد الحسن الهلالي بتفقد نخيل بستانه التي حان قطاف ثمارها مع حلول موسم جني الرّطب، أصناف متعددة من أجود أنواع النخيل تحويها هذا البقعة الخضراء في منطقة “الحوطة” شرقيّ البصرة، “الهلالي” يداري نخيله كما يفعل مع أبنائه، فهي مصدر رزقه الحلال الذي يدرّ عليه أرباحا مجزية.
عبد الحسن الهلالي فلاح (50 عاماً) يقول، أملك 10 أصناف من النخيل منها الساير والبرحي والزهدي والحلاوي والشويثي والعيودي واسطه عمران ومكتوم وتبرزل وليلوي وساير بحر، أول الثمار التي تنضج الحلاوي، وبعدها الساير وثم البرحي، والأسعار مثلاً الحلاوي يبدأ بـ 5 آلاف والساير بأربعة، أما البرحي سعره يصل إلى 6 آلاف، لأنه مرغوب وعليه طلب كونه أفضل أنواع الرطب”.
خلافا لكثير من البصريين، فإن الهلالي ومثله أصحاب بساتين النخيل يفضلون الأجواء الحارة والرطبة المرتفعة، فأشعة شمس الصيف الحارقة تسلق ثمار النخيل على نار هادئة وتحولها إلى رطب، أما “الشرجي” وهو اسم يطلق على الرياح الجنوبية الشرقية، فهو يسهم في خفض نسبة ملوحة المياه بسبب عملية المدّ والجزر.
يؤكد الهلالي، “كلما ارتفعت درجات الحرارة والرطوبة أكثر والمياه تصبح أكثر عذوبة، نشعر أن النخيل وكأنها تستأنس بهذه الأجواء، الفلاح بطبيعته يحب درجات الحرارة، لأنها تساعد في نمو جميع المزروعات، أما أصحاب الأعمال الأخرى لا يستفاد من هذه الأجواء لهذا ينزعجون من الحرارة العالية”.
موسم حصاد ثمار النخيل يبشر بخير وفير هذا العام على العكس تماما من السنة الماضية، وهذا عائد إلى تحسن نوعية مياه شط العرب نتيجة تراجع المدّ الملحيّ القادم من الخليج، وفي البصرة هناك أصناف كثيرة من النخيل يصل إنتاج بعضها إلى 200 كيلو غرام للنخلة الواحدة بحسب أرقام وزارة الزراعة.
مديرية زراعة البصرة جاسم محمد يقول، “في الموسم السابق كان هناك انخفاضا في الإنتاجية، لكن حاليا الإنتاجية جديدة جدا بسبب تحسن الظروف البيئة وأهما قلة الملوحة، الأمر الذي جعل المزارعين يستخدمونه لري بساتينهم، وتحوي البصرة على 200 صنف من النخيل وأبرزها البرحي والخضراوي والساير، وتعد هذه الأصناف تجارية بسبب الإقبال عليها، وهناك أصناف مبكرة النضج ومتوسطة ومتأخرة، تصل إلى الشتاء وأبرزها الخصاب والليوي ويتراوح إنتاجها من 70 إلى 200 كغم للنخلة الواحدة”.
اكثر من مليونين وأربعمئة، آخر احصائية رسمية لأعداد النخيل في البصرة، والرقم قابل للزيادة بسبب الاهتمام المتنامي بزراعة الفسائل وخصوصا النسيجية منها.
زراعة النخيل ليست نهاية المطاف، بل بداية لمشوار طويل، فمثلا في الحدائق العامة وعلى الأرصفة يزرع النخيل ويترك من دون عناية، لينتهي الحال به الى الموت.

تقرير: سعد قصي