UTV – البصرة
نقاشات معمّقة دارت بين ممثلي وزارات البيئة والزراعة والموارد البيئية لاتخاذ خطوات عملية لتفادي الآثار السلبية للتغير المناخي، فالعراق من بين أكثر خمس دول في العالم تأثرا بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة والتلوث.
مؤتمر “تحقيق العدالة البيئية والاجتماعية” نظمه “معهد نيسان للوعي الديمقراطي” بمشاركة عدد من المتخصصين، لبحث المشكلة في العراق عموما وفي البصرة على وجه التحديد.
مدير بيئة المنطقة الجنوبية محسن عزيز يقول، إن “العراق يعد واحداً من أكثر الدول هشاشة في التغيرات المناخية، ووزارة البيئة أخذت على عاتقها خطوات التكيّف مع المشكلة المتعلقة بالتغيرات، إذ نسقت مع الوزارات المعنية كالنفط والزراعة والموارد المائية والبلديات، ووضعت خططاً خمسية لمعالجة التغيرات، منها وضع وحدات معالجة للصرف الصحي، ووضع منظومات حرق في الشركات النفطية لغرض تقليل التلوث الحاصل”.
أرقام مفزعة طرحت في المؤتمر عن التلوث البيئي الذي يفتك بسكان البصرة، إذ أشّرت دراسات حديثة زيادة في الإصابة بالسرطان والفشل الكلويّ إلى جانب تصحر الأراضي الزراعية، والأسباب يعزوها مختصون الى الاستثمارات النفطية التي تغيب عنها معايير السلامة البيئية والصحية.
مختص بالشأن البيئي جاسم المالكي يؤكد أن “التلوث الأخطر هو الغازي الناتج عن المشاعل النفطية، البصرة تنتج أكثر من 3 ملايين ونصف مليون برميل يوميا، يصاحب هذا الإنتاج اطلاقات غازية هائلة، هناك أكثر من 20 ألف حالة فشل كلوي والأمراض تعج بهذه الأمراض وهناك أيضا أكثر من ألفي حالة سرطان تسجل، وآخر ما تم التوصل إليه أن 90 بالمئة من أراضي البصرة متصحرة، ورغم هذا المستوى من التلوث فإن وضع السكان في البصرة في خطر”.
مطامر النفايات وحرق القمامة، تحدّ بيئي آخر تواجهه البصرة، فاقم أزمة التلوث فيها بسبب انبعاثات الغازات السامّة.
المهندسة البيئية سارة عثمان ترى أن “التحدي الحقيقي هي المطامر التي تحيط في البصرة من كل الجهات، ومنها مطمر (جويبده واليمامة والسيبة)، فبكل الجهات مطامر عملاقة وهناك حرق يومي مستمر يحيط في البصرة، وهو سبب تلوث الهواء والتربة”.
المؤتمرون في الختام، حذّروا من الانعكاسات الخطرة للتغيرات المناخية، إذا لم تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لتجنب مزيد من الآثار السّلبية التي قد تجعل بعض مدن العراق غير صالحة للعيش.
تقرير: سعد قصي