UTV – البصرة

يتواصل العمل في مشروع النفق المغمور تحت قناة خور عبد الله الملاحية في محافظة البصرة، والذي سيكون بعد انجازه، أكبر مشروع من نوعه في الشرق الاوسط يمر تحت الماء، UTV زارت هذا المشروع الاستراتيجي للوقوف على آخر مراحل البناء.
مع بزوغ شمس كلّ يوم جديد، مراحل العمل في مشروع أكبر نفق مغمور بالشرق الاوسط تتقدم في نسب انجازها، مئات العمال من العراقيين والأجانب يصلون الليل بالنهار لإكمال أحد أكبر مشاريع البنى التحتية في العراق.
في حوض التصنيع قرب قناة خور عبد الله الملاحية تبنى القطع الخرسانية العشرة التي ستغمر تحت الماء، فيما ستصنع مثلها 50 قطعة أخرى لتشكّل جميعها النفق وهو من المشاريع المكملة لميناء الفاو الكبير، حيث سيكون حلقة وصل بينه وبين موانئ امّ قصر وصولا إلى طريق التنمية الدولي.
مدير مشروع النفق المغمور تشينو كيم يقول، “حتى الآن انتهينا من عمليات الحفر في جهتي أم قصر والفاو، كما أكملنا أعمال تحسين التربة من الجانبين، استعدادا لنقل القطع الخرسانية العشرة الخاصة بالنفق المغمور إلى الموقع المخصص لها، وذلك بعد إكمال أعمال الانشاء في هذه المنطقة تحديدا، وأيضا نقوم حاليا بصب الهياكل من الجانبين”.
نسب الانجاز في مشروع النفق المغمور وصلت إلى 40 بالمئة، وسيدشن رسميا في أيلول عام 2025، ومن اهمّ مزاياه تنشيط حركة التجارة بعد تدشين ميناء الفاو الكبير.
النفق يمرّ من أسفل قناة خور عبد الله الملاحية بمسافة تزيد على اثنين كليو متر، وبعمق 18 مترا بما يسمح بمرور السفن فوقه، فيما سيكون بعرض 34 مترا، وله أربعة مسارات للشاحنات يفصل بينها ممرّ للطوارئ.
فرانسسكو بانسيرا نائب مدير شركة تكنتال الاستشارية الإيطالية المشرفة على المشروع، يرى أنه من غير الممكن انكار أن مشروعا بهذا الحجم لا نواجه فيه صعوبات، ويؤكد، “لكننا تغلبنا عليها، فعلى سبيل المثال نحن نعمل في بيئة درجات حرارتها عالية، لهذا حولنا صب الخرسانات خلال الليل، لدينا فريق يمتلك خبرة للتعامل مع هذا المشروع الكبير، وقمنا بمشروعات ممثلة في إيطاليا”.
وفي الوقت الحاليّ، تسير الاعمال في مشروع النفق المغمور باتجاهين، الأول تصنيع القطع الخرسانية التي سيتألف منها، والثاني تهيئة التربة والأعماق التي تحتضن أجزاء النفق على اليابسة وفي الماء.
النفق سيكون مفيدا جدا للعراق، فهو ممرّ استراتيجيّ ليس على المستوى المحليّ، بل على الصعيد الدوليّ كذلك، ما يسهم في خلق حالة من النموّ الاقتصاديّ.

تقرير: سعد قصي