UTV – بغداد – البصرة
في بغداد، وتحديدا عند مبنى وزارة الخارجية العراقية، حضر وفد كويتي قبيل أيام، ووفق هذه الزيارة يبدو أن الاتفاق قد تم على ترسيم الحدود وملف الحقول النفطية المشتركة.
الحكومة العراقية وعبر أول رد رسمي على ضجة الحدود، أكدت أن قضية إزالة المنازل في المنطقة الحدودية الحرام جاءت ضمن اتفاقات حدودية مضى عليها قرابة ثلاثة عقود، فيما تستعد الكويت لإرسال وفد تفاوضي آخر إلى بغداد منتصف الشهر الحالي، وهنا يشير مراقبون إلى ضرورة اتخاذ أقصى المسارات الدبلوماسية في التفاوض مع الكويت.
ويقول عبد الله الكناني، محلل سياسي، لـUTV إن “على المفاوض العراقي الذي هو الآن في التفاوض، أن يضع سيادة العراق أرضا وبحرا وجوا، ويجب أن تكون لديه إمكانية واطلاع بالحدود ورسم الحدود والدعامات الحدودية والمخافر الحدودية وأن يستعين بالخرائط القديمة والجديدة والتصاوير الجوية”.
ويستعد مجلس النواب لتشكيل لجنة مشتركة تضم عددا من اللجان المتخصصة لتقديم تقرير يخص الحدود البرية والبحرية بين العراق والكويت، مع تحرك نيابي لاستضافة وزير الخارجية والجهات المسؤولة عن ترسيم الحدود وتحديد جلسة خاصة لإيضاح موقف بغداد بهدف الحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه.
وعاد الجدل العراقي الكويتي بشأن ترسيم الحدود البرية بين البلدين إلى واجهة الأحداث مع أنباء إزالة 100 منزل في ناحية أم قصر غربي البصرة، يقال إنها تقع في الطريق الفاصل بين حدود الجارين.
وتنفي الرواية الرسمية لحكومة البصرة التنازل عن أراض عراقية لصالح الكويت، وتؤكد أن القضية تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، ولا جديد فيها سوى نقل عوائل ساكنة قرب الخط المحاذي للدعامات الحدودية إلى مجمع سكني تبرعت به الكويت، وهو يبعد مسافة 500 متر عن الشريط الحدودي، امتثالا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ويقول د. عقيل الدهان، عميد كلية القانون في جامعة البصرة، لـUTV إن “القرارات الدولية ملزمة سواء اقتنعنا بها أم لم نقتنع، لكن الظروف التي صدرت بها هذه القرارات تذكرنا بظروف الحرب العالمية ومفاوضات المهزوم والمنتصر، ونشعر كعراقيين أن هناك غبنا وقع على العراق بهذا الشأن، ولابد من اتباع الطرق القانونية لتعديل هذه القرارات أو إلغائها”.
الظاهر على السطح أزمة في طريقها إلى الحل في ظل حسم ترسيم ملف الحدود البرية بحسب المسؤولين العراقيين والكويتيين، لكن المخفي منها يكمن في الملفات الخلافية كرسم الحدود البحرية والحقول النفطية المشتركة، فيما يسعى الجانبان إلى تجاوز الخلافات عبر حوار دبلوماسي بين بغداد والكويت.
تقرير: علي أسد
سعد قص