UTV – البصرة
ثلاثة مليارات دولار رصدتها موازنة العراق للعام الحالي لإنشاء محطة تحلية مياه البحر في البصرة، لكن المشكلة لم تنته هنا، فالمشروع إذ يمثل طوق نجاة للبصريين من المياه المالحة، ما زال يراوح مكانه منذ سنوات، على الرغم من إكمال تصاميمه من قبل شركة “نمساوية”، وهذه المرة عليه الانتظار مجددا وقتا غير معلوم إلى حين إحالته إلى شركة تتمتع بالكفاءة المطلوبة.
ويقول فالح الخزعلي، رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، لـUTV إن “تخصيصات بقيمة 3 مليارات دولار وضعت في هذه الموازنة، نصف مليار يصرف في هذه الموازنة 2023، ويجب أن تكون دعوة إلى كل الشركات العالمية لمن تمتلك كفاءة مالية وفنية يجب أن يحال لها المشروع من أجل البصرة وأهل البصرة”.
مياه شط العرب التي تعتمد عليها محطات ضخ الماء حاليا هي شبه بحرية، بعد طغيان مياه الخليج على المياه العذبة نتيجة تناقص كميات المياه النظيفة في العراق جراء موجة الجفاف، ويرى متخصصون أن لا حل لمواجهة هذه المشكلة إلا بإنشاء محطات لتحلية وتصفية مياه البحر.
ويقول المثنى نائل، مهندس في محطات تصفية وتحلية المياه، لـUTV إن “محطات تحلية وتصفية مياه البحر أثبتت أنها الحل الناجع الوحيد لتجاوز أزمة المياه في البصرة، لأن اللسان المحلي يمتد في مياه شط العرب وقلة الواردات في نهري دجلة والفرات، وبالتالي انعكاسه على شط العرب يؤدي إلى صعود اللسان الملحي، الأمر الذي يضطرنا لتحلية مياه البحر”.
وقبل عامين شيدت في قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة محطة لتحلية وتصفية مياه النهر والبحر لإنقاذ السكان هناك من تمدد اللسان الملحي، محطة ماء “محيلة” يستفيد من مياهها نحو نصف مليون نسمة، وهي أول تجربة من نوعها على مستوى العراق لتحويل المياه المالحة والملوثة إلى مياه صالحة للشرب، وتكرار تجربتها قد يمثل خلاصا لعديد من المناطق التي تشكو رداءة نوعية المياه.
ويقول عبد الأمير عبد الله، مدير محطة ماء “محيلة”، لـUTV إن “هذه المحطة أكبر محطة في العراق. تأخذ الماء ذا نسبة الأملاح 30 ألفا وتحولها إلى مياه نظيفة، وتجربتها ناجحة وهي تعمل منذ سنتين، فتعميم هذه الفكرة خصوصا في البصرة هو الحل، وهي مستخدمة في كثير من دول العالم وفيها جدوى اقتصادية طبعا إذا كان هناك جباية مقابل الماء المجهز للمواطنين”.
وكلما تأخرت الحكومة في معالجة ملوحة المياه وتلوثها، فإن التبعات السيئة ستكون فاتورتها مكلفة على البشر، فضلا عن الزراعة وتربية الحيوانات.
وفي ظل التحذيرات من تفاقم أزمة الجفاف بسبب التغير المناخي وقلة الإطلاقات المائية من دولة المنبع، فإن تنقية وتحلية مياه البحر أصبحت خيارا استراتيجيا بالنسبة إلى العراق لإرواء عطشه.
تقرير: سعد قصي