UTV – بغداد
خلف أسوار مستشفى الرشاد في بغداد قصص لمصابين بأمراض نفسية وعقلية، وقصة أخرى لفساد كبير منعتنا وزارة الصحة من الوصول إليه، ففي أشد موجات الحر قساوة تسرق مكيفات المستشفى من القائمين عليها، هذا ما ظهر للعلن، وما خفي أعظم.
1450 مريضا في مستشفى الرشاد للأمراض العقلية والنفسية، عدد كبير ومستشفى كامل لكنه بطبيب واحد وعامل نظافة واحد أيضا.
لم يعرف لؤم الفساد إلى الإنسانية طريقا، فلم تكفه هذه المعاناة. كتاب رسمي يكشف اختفاء أكثر من 160 جهاز مكيف للهواء من المستشفى، فاكتفت وزارة الصحة بسحب يد المدير.
ولم تصدر الوزارة لمراسل UTV موافقة لدخول المستشفى، معللة الرفض بوجود تحقيق عالي المستوى برئاسة وكيلها الفني، لكن المعلومات من داخل المستشفى تكشف عن وضع مأساوي يعيشه نزلاؤه على جميع الأصعدة، ويجعله مستشفى بالاسم فقط.
يقول ماجد شنكالي، رئيس لجنة الصحة النيابية، لـUTV إن “هذا المستشفى لا يصلح لأن يكون مستشفى ويتواجد فيه أي إنسان، وعلى الحكومة إعادة بنائه بشكل جديد”.
أجهزة التكييف الموجودة في المستشفى هي ذاتها التي صورتها UTV قبل سنتين، ومعظمها لم يكن يعمل في عز الحر.
وبحسب مصادر خاصة من داخل المستشفى، فإن الأمر ينسحب على قلة الأطباء وطواقم الرعاية وعمال الخدمات والمعينين، إذ كشفت ذلك زيارة مفاجئة للجنة الصحة النيابية.
ويقول باسم الغرابي، عضو لجنة الصحة النيابية، لـUTV إن “أمورا كثيرة شخصناها لم تعالج حتى الآن، منها العناية الصحية الطبية التي كانت دون المستوى المطلوب، لديهم طبيب باطنية واحد منسب من مديرية صحة الرصافة لمعاينة 1450 مريضا، فضلا عن قلة الكادر المتخصص بالأمراض النفسية وقلة عمال الخدمات”.
الفساد اليوم لا يستثني حتى المرضى العاجزين عن الشكوى كما في مستشفى الرشاد الذين سرقت مكيفاتهم بل والملابس والأطعمة المخصصة لهم، وإن اشتكوا فلا تؤخذ شكواهم على محمل الجد في أغلب الأحيان، لكون السارق لا ينظر إليهم أكثر من مجانين يمكن الإثراء على حساب راحتهم وصحتهم.
تقرير: حيدر البدري