داخل غرفة صغيرة وبمعدات بسيطة للغاية تشبه إلى حد كبير تلك الأدوات التي يستعين بها الطبيب داخل أروقة المستشفيات، دأبت باحثات من غزة على العمل بجد لحفظ الموروث الثقافي والتاريخي الفلسطيني، ضمن مشروع “مجموعة عيون على التراث”.

وتنفذ المشروع مؤسسة “عيون على التراث” في غزة، حيث يشمل الكتب والمخطوطات والجرائد والمجلات والوثائق القديمة التي يعود بعضها إلى قرون سابقة.

وبمنتهى الدقة والإتقان، تحاول الفتيات اللاتي ينتمين إلى تخصصات متنوعة ومختلفة التعامل مع مجموعة كبيرة ونادرة من المخطوطات والكتب والسجلات والتاريخية، التي تآكلت على مر السنوات الطويلة نتيجة الترك والإهمال وغيرها من الأسباب، وذلك في سياق مشروع للترميم والصيانة الوقائية، بتمويل من المكتبة البريطانية ومتحف “هيل”.

ويستعرض طاقم العمل بعض المخطوطات والكتب والوثائق التي يعملون على ترميمها، وتحديدا تلك التي تعود للعهد العثماني حتى العام 1948، ومن بينها مخطوطات لعلماء ومشايخ من غزة برزوا في العهد العثماني مثل الشيخ أحمد بسيسو والشيخ عثمان الطباع والشيخ إبراهيم السقا، وتنوعت ما بين الأدب والتصوف والفقه والعقيدة والعديد من العلوم.