UTV – ذي قار
رحلات طويلة تجريها قطعان الجواميس حتى تصل إلى بركة ماء صغيرة في ذي قار، فيما تبقى من وشل الأهوار التي تراجعت نسب الغمر فيها إلى معدلات خطيرة.
ويضطر مربو الجواميس إلى شراء الماء بأثمان مرتفعة لإرواء ما تبقى منها، إذ تناقصت أعدادها إما بالأمراض الناتجة عن ملوحة الماء أو بالبيع الذي يضطر إليه المربون لسد احتياجاتهم نفقات الأعلاف لبقية القطيع.
ويقول إياد الأسدي، ناشط بيئي، لـUTV إن “الجفاف أثر على اقتصاديات مربي الجاموس. كانت الجاموسة قبل فترة الشح تنتج من خمسة إلى ستة لترات من الحليب يوميا، أما اليوم في الجفاف فالإنتاج من واحد إلى لترين فقط”.
هذه المناورة ربما لن تستمر في ظل التلاشي والاندثار الذي تعاني منه الأهوار الوسطى، إذ كانت تضم آلاف الجواميس ومئات العوائل من مربيه، فمنذ عام سجلت ذي قار هجرة أكثر من خمسة آلاف عائلة بسبب الجفاف وشح المياه في جنوب المحافظة وأهوارها.
ويقول غسان الخفاجي، معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط، لـUTV إن “لدينا بعض المعالجات البسيطة كإيصال المياه عبر القنوات المائية ورفع التجاوزات وإيصال المياه عبر السيارات الحوضية لإيصال ماء الشرب إلى المناطق المنكوبة، لكن كل هذا لا يلبي حاجة المجتمع، كما نعرف أن الأهوار تشكل ما يقارب 20 بالمئة من مساحة المحافظة”.
الجواميس أبرز الملامح الاقتصادية لسكان الأهوار تتراجع أعدادها بصورة ملفتة، وقبل ذلك تتراجع إنتاجية حليبها بسبب قلة الأعلاف وانحسار الغطاء النباتي فضلا عن ملوحة الماء وشحه.
ويقول د. خالد الفرطوسي، ممثل العراق في الاتحاد الدولي للجاموس، لـUTV إن “هناك هلاكات يومية من هذا الحيوان الذي يتجاوز وجوده أكثر من 5 آلاف عام في منطقة بلاد ما بين النهرين، فلذلك هذه مشكلة كبيرة تواجه هذا القطاع وتواجه القائمين على هذا القطاع”.
وتقدر إحصائيات شبه رسمية وجود أكثر من 300 ألف رأس من الجواميس في العراق يتركز أكثر من ثلثيها في الأهوار جنوبي البلاد، لكن مهتمين بهذا الشأن يؤشرون فقدان 30 بالمئة من هذه الثروة في السنوات الأربع الأخيرة.
تقرير: أحمد السعيدي