UTV – بغداد
محتجون يقتحمون السفارة السويدية في بغداد، ردا على حرق المصحف في ستوكهولم، قبل يوم من تظاهرات غاضبة دعا مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري أنصاره إليها.
مشهد الحرق المشين، يتكرر على مدار السنوات في العقدين الماضيين، ازدراء صريح للدين الإسلامي، بالتزامن مع حملة يطلقها الغرب على الإرهاب، وإن بدت متقطعة، إلى حد ما، إلا أنها مرتبطة بما يسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا، التي يشعلها اليمين المتطرف في مواسم ذات طابع سياسي غالبا.
سلوان موميكا، اللاجئ العراقي الذي أقدم على حرق نسخة من المصحف، في ستوكهولم السويدية، وصف ناشطون سلوكه بأنه استفزازي وعدواني، ناجم عن عقدة كراهية عميقة في شخصيته المضطربة بالتناقضات بين حمله للسلاح والارتماء بأحضان عناوين سياسية مختلفة، وليس بعيدا عن أن يكون تصرفه مغازلة لليمين المتطرف وخطابات الإسلاموفوبيا.
الحادثة قوبلت بإدانات واسعة عراقية وعربية ودولية، حيث أعربت وزارة الخارجية العراقية عن استنكارها الشديد لسماح السلطات السويدية بحرق المصحف، مؤكدة أنه يمثل إهانة بالغة للمقدسات الدينية.
الردود المنددة بالواقعة العنصرية توالت عبر بيانات لمؤسسات دينية وحكومية، بعضها حذرت من عواقب التصرفات الاستفزازية، وأخرى استدعت سفراء وممثلي السويد.
كما دانت الفعل كل من واشنطن وموسكو، فضلا عن تركيا التي وصفت على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان، العمل بالدنيء، فيما يتوقع مراقبون عرقلة انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، إثر توقف المحادثات مع أنقرة.
الحالة المزدوجة في التعامل مع الحرية المطلقة وغير المسؤولة، في أوروبا، بين قانونية السلوك المؤجج للمشاعر، والجرائم التي ترتكب كنتيجة له، تمثل ثغرة حقيقية تواجهها مبادئ الحرية المطلقة التي طالما روج لها الغرب طوال العقود الماضية.
تقرير: علاء هاشم