أطباء الجراحة التجميلية حول العالم أطلقوا في عام 2015 مصطلح “تشوّه سناب شات” (Snapchat Dysmorphia)، في محاولة منهم لوصف الزيادة الهائلة والمتسارعة في أعداد عمليات التجميل الجراحية لتعديل الشكل الخارجي للوجه ليصبح مطابقا لصور الأفراد عبر “سناب شات” (SnapChat)، بعد استخدامهم الفلاتر الموجودة في التطبيق.
وترافق الهوس بـ”المظهر المثالي تسابق منصات التواصل الاجتماعي في إضافة مزيد من “فلاتر” تعديل الصور بشكل مجاني، كوسيلة لجذب المستخدمين وزيادة تعلّقهم بالمنصة، وتسبب الوضع الحالي في زيادة في نوع من أنواع الاضطرابات النفسية يُعرف باضطراب التشوّه الجسدي (Body Dysmorphic Disorder)، وهو عبارة عن اضطراب وسواسي يسبّب شعور الفرد بالقلق المفرط بسبب عيوب في شكل أو معالم وجهه أو جسده، حتّى وإن لم تكن ظاهرة للآخرين.
الآثار السلبية لـ”الفلاتر”
أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة لندن، في عام 2021، عمق الآثار السلبية لـ”الفلاتر” على الصحة العقلية.
شملت الدراسة 175 شابا وشابة، تراوحت أعمارهم بين 18 و30 عاما، وتوصلت إلى الإحصاءات التالية حول الآثار السلبية لـ”الفلاتر”:
- نسبة 94% من المشاركين قالوا إنهم شعروا بضغوط للظهور بشكل معين، وقال أكثر من نصف هؤلاء إن الضغط كان شديدا.
- و70% شعروا بالضغط لعرض حياة مثالية.
- و86% قالوا إن حضورهم على وسائل التواصل الاجتماعي لا يعكس حياتهم الحقيقية.
وقال الباحثون “أخبرتنا الشابات بأن معايير الجاذبية هذه غير قابلة للتحقيق، وأيضا سامة، وأنها تجعلهن غير سعيدات”.
ولفتوا إلى أن الشباب الذين يعانون من تدني احترام الذات وضعف صورة الجسم هم أكثر عرضة لاستخدام “الفلاتر”، ما يعزز الاعتقاد السلبي بأن مظهرهم ليس جيدا بما يكفي.
نصائح في استخدام “الفلاتر”
- دقّق في صورتك الشخصية: انتبه إلى مقدار الوقت الذي تمضيه في التصفية والنشر وكيف تشعر. كيف تبدو حالتك المزاجية أثناء عملية التحرير والنشر وبعدها؟ بمجرد قيامك بالنشر، هل تستمر في التحقق بقلق من ردود الفعل ومقارنة صورك بالآخرين؟ قد تساعدك الإجابات في السير إلى الأمام، والحصول على حماية أكثر لتقديرك لذاتك وصورة جسدك.
- خذ بالاعتبار الرسالة التي ترسلها إلى نفسك: في كل مرة تقوم فيها بتصفية صورة شخصية، فأنت تخبر نفسك، بوعي أو بغير وعي، أنك لا تبدو جيدا بما يكفي كما أنت حقا. أنت تشتري نوعا من تشويه وسائل التواصل الاجتماعي، عالم يصنع فيه الجميع نسخا خاطئة عن أنفسهم، في محاولة للوفاء بالمعايير التقليدية للجمال.
- احتضن نفسك: تذكر أن “عيوبنا” هي جزء مما يجعلنا مُمْتعين وحقيقيين وقابلين للتواصل. مارس التعاطف الذاتي، وحاول أن تقدّر نفسك على كل صفاتك، وليس فقط تلك التي يمكن رؤيتها في صورة شخصية. وسيساعدك بناء علاقة رعاية داعمة مع نفسك في بناء علاقات حقيقية مع الآخرين.
- فكّر فيما يمكن أن تفعله بدلا من ذلك: قد يعني تمضية وقت أقل في التحرير والنشر مزيدا من الوقت في التنزّه أو إجراء تفاعلات وجها لوجه أو القيام بشيء إبداعي. وبالتالي، يمكنك استثمار مثل ذلك الوقت في ممارسة هوايات أو تحقيق إنجازات أكثر فائدة في حياتك.