استقبل جمهور مهرجان “كان” السينمائي الفيلم السوداني “وداعاً جوليا” للمخرج محمد كردفاني بالتصفيق الحار والذي استمر لأكثر من ربع ساعة وقوفا وتعالت صيحات الفرح من الجالية العربية المتواجدة في “كان” وعانق أبطال الفيلم مخرجهم بالدموع والارتياح لهذا النجاح وقد حضر هذه الاحتفالية تيري فريمو مدير المهرجان وقد أشاد بالفيلم وعبر عن فرحته بمشاركة السودان للمرة الأولى في المهرجان والفيلم من إنتاج المملكة العربية السعودية للمنتج فيصل بالطيور والمخرج السوداني أمجد ابو العلا.

يروي الفيلم أحداثا وقعت في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم بعد أن تركت مهنة الغناء بمقتل رجل جنوبي يقوم بمطاردتها لأنها دهست ابنه، ولعلاقات زوجها أكرم تسجل الجريمة كدفاع عن النفس رغم أنه كان لايحمل أي سلاح أثناء استهدافه من بندقية الزوج أكرم، وهنا تبدأ عملية عقدة الذنب لدى الزوجة وتقوم بالبحث عن زوجة القتيل “جوليا” وتقوم بإقناعها بالعمل لديها في البيت وتغدق عليها بالمال وتقوم بتسجيل ابنها في المدارس الخاصة وأصبحت تعامل زوجة القتيل وابنها كأنهما جزء من عائلتها.

وهنا يأتي دور المخرج السوداني محمد كردفاني الذي كان بارعا في إيصال عملية الصراع بين الشمال والجنوب بشكل درامي مستخدما عنصر المفاجأة والتشويق بإيقاع متسارع يجعل المتلقي مشدودا للفيلم ومتفاعلا مع أحداثه.

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم الممثل المخضرم نزار جمعة وقير.

والمخرج محمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام ٢٠١٧ وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وجائزة أرنون بيلافيت بيليجريني في مهرجان الفيلم الإفريقي الأسيوي اللاتيني السينمائي الدولي في ميلان.

عُرض فيلمه القصير سجن الكجر خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة. في العام ٢٠٢١ أسس استديوهات كلزيوم للانتاج بالخرطوم.