هناك العديد من الأمراض الجلدية المنتشرة في العالم، منها الأكثر شيوعاً، وأخرى نادرة، فيما قد يكون بعضها دلالة على الإصابة بأمراض خطيرة، من بين هذه الأمراض حب الشباب، وهو أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً، والتي قد تدل على بعض الأمراض حسب موقعها في الجسم.
لكن هل سمعتم من قبل عن مرض تجعد فروة الرأس “Cutis Verticis gyrata”؟ وهي طفرة في نمو جلد فروة الرأس، لكن لا يزال السبب في الإصابة بهذا المرض غير معروف، لكن قد تكون ناتجة عن الاضطرابات العصبية والنفسية، بما في ذلك الشلل الدماغي والصرع والنوبات وتشوهات العيون، بالإضافة إلى إعتام العين.
يصاب بهذا المرض الرجال أكثر من النساء؛ إذ يصيب شخصاً واحداً من خمسة أشخاص سنوياً، فيما يعود السبب في انخفاض الإصابة به عند النساء إلى أن الشعر الطويل يخفف من نسبة الإصابة بتجاعيد فروة الرأس.
تتطور معظم الحالات الأولية بعد سن البلوغ، أو ما قبل سن 30 سنة، كما يمكن أن تكون منذ الولادة بسبب وحدة دماغية داخل الأدمغة ووحمة النسيج الضام والأورام الليفية.
تجعد فروة الرأس.. والأبحاث النادرة
تجعد فروة الرأس هي حالة طبية غالباً ما ترتبط بسماكة فروة الرأس. يتجلى ذلك في طيات أو نتوءات أو تجاعيد مرئية على سطح فروة الرأس. يمكن أن يتراوح عدد الطيات من اثنتين إلى عشر تقريباً، وتكون عادةً ناعمة وإسفنجية.
تؤثر الحالة عادةً على المناطق الجانبية والخلفية من فروة الرأس، ولكنها قد تؤثر أحياناً على فروة الرأس بأكملها، قد يحدث تساقط الشعر في الأماكن التي تتكاثف فيها فروة الرأس، حتى الآن لا توجد سوى أبحاث محدودة بسبب ندرة المرض وأسبابه لم يتم تحديدها بعد، لكن النتيجة الأولية تفيد بأن هذه الحالة ليست خلقية.
حسب موقع “ncbi” الأمريكي تم الإبلاغ عن الحالة لأول مرة في عام 1837 من قبل جان لويس مارك أليبرت، الذي أطلق على مرض cutis sulcata. أطلق عليها بول جيرسون أونا اسم Cutis Verticis Gyrata في عام 1907. وقد أطلق عليه أيضاً اسم متلازمة روبرت-أونا، وفروة رأس البلدغ، والجلد المموج، والجلد العمودي الطولي، وثقب الجلد العمودي.
يرجع السبب في الإصابة بتجعد فروة الرأس إلى العديد من الأسباب، أهمها أسباب هرمونية تصيب جلد الرأس، وعادة ما يبدأ هذا الاضطراب بعد البلوغ، ومع ذلك، لم تظهر دراسة لمستويات هرمون الغدة الدرقية والكورتيزون وهرمون الجنس والبرولاكتين في البلازما في 15 مريضاً مصاباً بالجلد الرأسي أي مستويات هرمونية غير طبيعية.
أساليب علاج Cutis Verticis gyrata
في حالة الترقق الثانوي، عادةً ما يؤدي علاج الاضطراب الأساسي إلى تراجع تجعد فروة الرأس، ومع ذلك في بعض الأحيان قد يكون هناك حاجة لمزيد من التدخل بعد استبعاد التدخل الثانوي، يمكن علاج هذا المرض الأولي بعدة طرق. النظافة الموضعية لفروة الرأس مهمة لتجنب تراكم الإفرازات.
ومع ذلك، نظراً للمخاوف النفسية والتجميلية المرتبطة بذلك، يظل التدخل الجراحي هو الخيار العلاجي الأكثر تحديداً حتى الآن، ويعتمد نوع الإصلاح الجراحي على حجم الطيات وموقعها حسب كل مريض.
تتراوح الأساليب الجراحية من الاستئصال البسيط إلى توسيع الأنسجة وترقيع الجلد للمرضى الذين يعانون من إصابة فروة الرأس الأكثر انتشاراً، كما يمكن علاج الطيات الكبيرة بأسلوب تدريجي باستخدام تقنيات توسيع الأنسجة وإعادة بناء السديلة الموضعية.
بدلاً عن ذلك، قد يختار الجراح الاستئصال الجزئي للجزء الأكثر وفرة من الآفة. السدائل الجلدية العضلية أو السديلة الحرة، مثل عضلة الظهر العريضة، كانت أيضاً اقتراحات للاستئصال الكامل لثنيات الجلد الزائدة.
يمكن استئصال الطيات الموضعية الصغيرة وإغلاقها في المقام الأول مع الحرص على تجنب تشويه الحاجب والجفن وخط الشعر حسب موقع الطيات. فيما أظهرت الدراسات أن الاستئصال الجزئي مع الإغلاق الفوري هو الإجراء الأكثر أماناً والأكثر فاعلية لتصحيح تجعد فروة الرأس، يمكن للمرضى الخضوع لمزيد من الاستئصال بعد فترة عام واحد بعد الجراحة.