اشتهرت أعمال الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتالان (Maurizio Cattelan) بالاستفزاز وإثارة الجدل، لكن يبقى عمله “موزة مثبتة على الجدار” الأكثر إثارة للجدل منذ علقه على الحائط للمرة الأولى عام 2019 في معرض “آرت بازل ميامي بيتش” في ولاية فلوريدا الأميركية.
الموزة عمل فني مسجَّل، وهي تُستبدَل باستمرار. وبإمكان الجمهور أن يتفهم سر الموزة أكثر عندما يعرف أن كاتالان كان يحضر معه موزة كل مرة كان يسافر فيها إلى أي مكان، ويعلقها على جدار غرفته في الفندق، لأنها تمنحه الإلهام. وقد صنع منها نماذج عدة من البرونز، حتى قرر أخيرا أن يصنع عملا فنيا من موزة حقيقية، رغبةً منه في إثارة الجدل بين الجماهير ووسائل الإعلام حول مفهوم الفن.
وهذا ما حدث فعلاً عندما التَهمَ فنان الأداء ديفيد داتونا (David Datuna) الموزة، قائلا إن التهامه للعمل الفني هو فن أيضا ولعبة فنية بين الفنانين.
لم يكن التهام داتونا الموزة الالتهام الأول والأخير، فقد التهمها شاب كوري منذ أيام عند عرضها في متحف سول للفنون، وقد برّر الشاب فعلته بأنه كان جائعا وتخطى موعد وجبة الإفطار، رغم تجاوز سعر بيعها 120 ألف دولار أميركي. وقد التهمها متجاهلا الصرخات المذعورة لموظف المتحف، ثم أعاد لصق القشرة في مكانها على الحائط.
الفنان الإيطالي سالفتور غارو
لم تكن الموزة العمل الفني الأغرب، بل هناك تمثال الفنان الإيطالي سالفاتور غارو (Salvatore Garau) والذي باعه بمبلغ 15 ألف يورو عام 2021، وهو تمثال غير موجود من الأساس، وكان يحمل اسم “lo sono” أو “أنا”.
وقال غارو في حديث له إن الفراغ ليس أكثر من مساحة مليئة بالطاقة، والعمل النحتي الخاص به عبارة عن مجموعة مكثفة من الأفكار يمكن أن تتخذ أشكالا متنوعة في ذهن كل متلقٍ، ويمكن أن توضع في أي مكان، شرط أن يكون حوله مساحة فارغة من حوالي 150 سنتم.
الرسام الإيطالي لوسيو فونتانا
في نهاية خمسينيات القرن الـ20، وصل لوسيو فونتانا (Lucio Fontana) إلى قمة مجده الفني بعد مسيرة فنية كبيرة مليئة بالنجاحات والجوائز. لكنه كما لو كان اكتفى من الفن التقليدي، وبدأ التفكير في الفن بمفهوم مختلف، وصنع مجموعة لوحات من أكثر المجموعات إثارة للجدل وللمناقشة في تاريخ الفن، وهي مجموعة لوحات أحادية اللون مشقوقة بالسكاكين.
اعتبر فونتانا تلك الشقوق وسيلته للتعبير عن الذات، وهي طريقة مناقضة تماما للمسات الفرشاة التي تبدع في إضفاء حياة على اللوحة، فضلا عن منح اللوحة القماشية طابعا ماديا واستكشاف المساحة اللانهائية الموجودة خلفها.
ويقول فونتانا، في رسالة إلى صديقه، إن صنع تلك اللوحات هو الشيء الوحيد الذي منحه السلام والسعادة طوال حياته المهنية.
الفنان الأميركي سي تومبلي
سبق أن رسمنا جميعا خطوطا متعرجة دائرية لا نهائية على ورقة غير مهمة أثناء مشاهدة التلفزيون أو خلال التحدث في الهاتف. هذه الخطوط المعتادة رسمها الفنان والخطاط الأميركي سي تومبلي (Cy Twombly) عام 1970، وبيعت بـ69.6 مليون دولار.
اعتمد تومبلي الأسلوب التعبيري التجريدي، وكانت أغلب لوحاته تميل إلى البدائية. أما الأسطح الخشنة التي يختارها للرسم فتجعل اللوحات صادمة أكثر للمشاهدين، خصوصا مع حجم اللوحات الكبير الذي اختاره تومبلي لمد جسور التواصل مع المتلقي.
المصور الأيرلندي كيفين أبوش
في عام 2016 باع المصور الأيرلندي كيفين أبوش (Kevin Abosch) صورة بعنوان “بطاطس 354″، وهي جزء من سلسلة صور فوتوغرافية. الصورة لحبة بطاطس على خلفية سوداء لا أكثر ولا أقل، ويمكن لأي شخص تصوير صورة شبيهة بكاميرا عادية. لكن ربما بيعت الصورة بمبلغ مليون دولار بسبب شهرة المصوّر وارتباط صوره بالمشاهير والأثرياء.
الفنانة الإنجليزية تراسي إيمن
قضت الفنانة الإنجليزية تريسي إيمن (Tracy Emin) 4 أيام كاملة في الفراش عام 1998 لأنها كانت حزينة ومكتئبة. وعندما نهضت من السرير وعادت إليه مجددا، لاحظت حالة القذارة والفوضى المحيطة به، لكنها اعتبرت الحالة بالكامل استعارة لحالتها العاطفية. وتحوّل ذلك السرير القذر إلى إشارة جمالية بالنسبة إليها بسبب المعنى الذي ينبعث منه.
أخذت إيمن السرير بكل ما يحيط به ووضعته في قاعة العرض، مثل كبسولة زمنية حافظت من خلالها على مشاعر وأفكار ذلك الوقت. تم بيع هذا السرير في عام 2014 بـ4 ملايين و351 ألف دولار في مزاد فني بقاعة “كريستيز” في لندن.