على جانب من ميدان التحرير، أشهر الميادين في قلب القاهرة، تقف عشرات الدراجات خلف لافتة “كايرو بايك”، معلنة توقفا “مؤقتا” لمشروع طموح توقع بعضهم أن ينهي أزمة الزحام في العاصمة المصرية.
وفي أماكن متفرقة من العاصمة المصرية، لا تزال الحواجز التي صُممت كي تُربط بها الدراجات خالية، ليتساءل المارة: متى يعود راكبو الدراجات إلى شغل هذه المسارات؟
وفقا للعامل المسؤول عن تأجير الدراجات في موقع المشروع بميدان التحرير، يمكن لأي شخص استئجار الدراجة بـ30 جنيها (نحو دولار) في الساعة، أو شراء بطاقة للاشتراك بمبلغ 100 جنيه يمكنه استخدامها وإعادة شحنها.
ويوضح العامل، الذي رفض ذكر اسمه، أن تطبيق “كايرو بايك” على الهاتف المحمول، الذي كان يُستَخدم للبحث عن أماكن وجود الدراجات واستئجارها، متوقف الآن حتى إشعار آخر، وأن هذه المحطة مخصصة حاليا لتأجير الدراجات نقدا.
ويكشف المهندس محمد سامي، مؤسّس مبادرة “غو بايك” وأحد شركاء مشروع “كايرو بايك”، عن أن المشروع الأخير لم يتوقف على الإطلاق، وكل ما يتردد عن توقفه كلام عار من الصحة.
ويشير سامي إلى أن المرحلة الأولى من المشروع واجهت بعض التحديات، ويتم حاليا معالجتها، وسيتم الإعلان عن عودة المشروع من جانب محافظة القاهرة قريبا.
تتعدد الأسباب التي جعلت “كايرو بايك” مشروعا “ميّتا إكلينيكيا”، ويعزو القائمون على المشروع الفشل إلى عمال توصيل الطلبات (الديلفري)، الذين استغلوا الدراجات ذات الإيجار الزهيد ليستخدموها طوال اليوم، بدلا من دراجاتهم الخاصة، وهو ما أدى إلى تدهور حالة هذه الدراجات سريعا.
وفي تصريحات سابقة، أوضح مدير “كايرو بايك” هاني أبو قمصان أن المشروع مخصص للعامة، وليس لعمال توصيل الطلبات الذين يدفعون مبالغ زهيدة لاستخدام الدراجات الخاصة بالمشروع طوال اليوم، خاصة أن هذه المبالغ لا تغطي تكاليف الصيانة.
وقالت مصادر رسمية في محافظة القاهرة -لصحيفة “أخبار اليوم” (حكومية)- إن إلغاء المحافظة التعاقد مع الشركة المشغلة للمشروع يعود إلى عدم الالتزام بأهم المعايير، مثل استخدام تطبيق “كايرو بايك” على الهواتف المحمولة لاستئجار الدراجات ومراقبة سيرها عبر نظام تتبع المواقع “جي بي إس” (GPS).