رغم شهرته بقصائد الشعر والدواوين التي نالت رضى الأوساط الثقافية والنقاد المغاربة، لم ينس الشاعر محمد بلمو قرية مسقط رأسه، في بني اعمار، في ضواحي بلدة تاريخية اسمها مولاي إدريس زرهون، مكان دفن السلطان المغربي المولى إدريس الأول مؤسسة أول دولة إسلامية مغربية مستقلة تاريخيا عن حكم الدولة الأموية في دمشق.
فبكل شجاعة انبرى محمد بلمو الشاعر، ومسؤول التواصل في وزارة الثقافة، للدفاع عن ثقافة متوارية في قرية نائية، في مسقط رأسه، ليبدأ مشوار مليون ميل في التسويق لمهرجان محلي في بلدة بني عمار.
ففي بلدة بني عمار انطلق أول سباق في تاريخ المغرب، بين الحمير، في رسالة اعتراف شجاعة لهذا الحيوان المنزلي الذي يعتبر وسيلة نقل أساسية في يوميات الفلاحين المغاربة ولكن دون تقدير لجهوده.
شكل سباق الحمير في قصبة بني عمار صدمة للوسط الصحافي والثقافي، في تحرك شجاع من شاعر مغربي يترك العاصمة المغربية الرباط بقاعاتها المكيفة، من أجل أن يتواجد في يوميات الصيف القائظ، في بلدة جبلية ترتفع حرارتها لتتجاوز سقف الأربعين، للاحتفال بتراث ثقافي اجتماعي محلي.