شأنه شأن العديد من إصابات الركبة، يمكن أن يكون “تمزق الغضروف المفصلي” مؤلماً للغاية، ويعيق قيامك بمهامك اليومية، ومع أن هذه الإصابة شائعة للغاية، حيث تعد أحد أكثر إصابات الغضاريف شيوعاً في الركبة، لكن الخبر الجيد أنه يمكن علاجه بطرق بسيطة في المنزل.
كيف يحدث “تمزق الغضروف المفصلي”؟
تحتوي الركبتان على قطعتين من الغضاريف على شكل حرف C، تؤديان دور الوسادة بين عظم الساق وعظم الفخذ، ويعمل الغضروف المفصلي كممتص للصدمات، حيث يمتص تأثير الجزء العلوي من ساقك على الجزء السفلي، كما أنه يساعد في تثبيت مفصل ركبتك والحفاظ على حركاته سلسة.
عادة ما يحدث تمزق الغضروف المفصلي عند الأشخاص الأصغر سناً بسبب التواء ركبتك، أو قد يؤدي أي نشاط يسبب تحريك ركبتك أو تدويرها بقوة لحدوث “تمزق الغضروف المفصلي”، خاصة عند تحميل وزن الجسم بالكامل عليه، يحدث هذا غالباً عند ممارسة الرياضة، على سبيل المثال كرة القدم أو كرة السلة.
أما في حالة كبار السن، فيمكن أن يتآكل الغضروف المفصلي، وقد يحدث التمزق بسبب تراكم العديد من الإصابات الطفيفة، مثل الالتواء البسيط عند الوقوف.
أعراض “تمزق الغضروف المفصلي” وكيف تتعرف عليه
إذا أُصبت بتمزق الغضروف المفصلي قد لا يمكن معرفة ذلك مباشرة، في البداية قد لا يكون الألم سيئاً. وقد تلعب حتى مع وجود الإصابة، ويجد الكثير من الناس أنه لا يزال بإمكانهم المشي مع ركبة مصابة.
ولكن بمجرد أن يبدأ الالتهاب قد يصبح الأمر أكثر سوءاً تدريجياً خلال اليوم التالي أو نحو ذلك. مثل الشعور بألم شديد في الركبة، تشمل الأعراض الأخرى لتمزق الغضروف المفصلي ما يلي:
- تورم
- إحساس فرقعة أثناء الإصابة
- صعوبة ثني واستقامة الساق
- ميل ركبتك للالتصاق أو الانغلاق
ولكن يبقى التشخيص الطبي الصحيح هو الفاصل لتحديد إصابتك إذا شعرت بهذه الأعراض، لأنها قد تكون أعراض إحدى إصابات الركبة الأخرى.
لا تقلق، علاج “تمزق الغضروف المفصلي” أبسط مما تتصور
رغم الألم الذي تسببه تلك الإصابة، لكن لحسن الحظ لا تتطلب معظم الإصابات تدخلاً جراحياً وإجراء عملية، إلا في حالات الإصابة البالغة، وحتى مع ذلك النوع من الإصابات التي تتطلب عملية جراحية عادة ما يكون الإجراء بسيطاً جداً، ويمكنك غالباً العودة إلى المنزل في نفس اليوم. قد تحتاج إلى دعامة بعد ذلك للحماية إذا تم إجراء الإصلاح.
وفي حالة إصابة الجزء الخارجي من الغضروف المفصلي، الذي يشار إليه غالباً باسم “المنطقة الحمراء”، فإنه يشفى من تلقاء نفسه وبشكل أسرع من أنواع الإصابة الأخرى، لأنه يحصل على إمداد جيد بالدم.
لكن التعافي قد يأخذ وقتاً أطول في حالة إصابة الثلثين الداخليين من الغضروف المفصلي، المعروف باسم “المنطقة البيضاء”، لا يحتوي على إمدادات دم جيدة، ويحتاج لعناية طبية أكثر.
بعد التشخيص الطبي والتأكد من عدم حاجتك لعملية جراحية، يمكنك اتباع هذه النصائح للمساعدة في سرعة التعافي وعلاج “تمزق الغضروف المفصلي” في المنزل:
1- أعطِ ركبتك قسطاً من الراحة، ولا تحاول المشي إذا كانت ركبتك تؤلمك، وإذا كنت مضطراً للتنقل يمكنك استخدام العكازات، وتجنب أنشطة الجري والقفز.
2- استخدام الثلج لتقليل التورم، افعل ذلك لمدة 15-20 دقيقة كل 3-4 ساعات لمدة 2-3 أيام، أو حتى يزول الألم والتورم.
3- الضمادات مفيدة جداً للتحكم بالورم وضمان عدم تحرك ركبتك بشكل يزيد الإصابة سوءاً.
4- يمكنك اللجوء للعلاج الفيزيائي باستشارة الطبيب لتقليل المضاعفات وتسريع التعافي.
بعد كل تلك الإجراءات يعتمد وقت تعافيك على عدد من العوامل مثل مدى شدة إصابتك والسن والحالة الصحية بشكل عام، في بعض الحالات يستغرق الشفاء التام ما بين 4 إلى 6 أسابيع، ويمكنك بعد ذلك العودة لنشاطك تدريجياً. ولا تعد لنشاطك مباشرة قبل ذلك، فقد تتسبب في مزيد من الإصابات.
كما يمكنك القيام ببعض الأمور لحماية نفسك من إصابات الركبة المختلفة، بما في ذلك تمزق الغضروف المفصلي، مثل ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لسنك وجسمك، والإحماء قبل أي نشاط رياضي،
كما أن تقوية عضلات الفخذين تقلل من مخاطر إصابة الركبة.