إذا كنت من متابعي أفلام الخيال العلمي، فلا بد أنك تعلم أن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تميز بإنتاج غزير من هذا النوع من الأفلام، مع الابتعاد قليلاً عن الخيال العلمي المرتبط بالفضاء والتركيز بصورة أكبر على أفكار مبتكرة تأخذك إلى عوالم عجيبة.
إليك أفضل 10 أفلام خيال علمي تم إنتاجها في تلك الفترة:
أفضل أفلام الخيال العلمي
Signs-2002
من منظور حديث، قد ينظر إلى فيلم Signs للمخرج إم. نايت شايمان على أنه فيلم قد عفى عليه الزمن، بسبب تقنيات التصوير رديئة الجودة والتلميحات الخفية عن الدين، لكن محبي هذا النوع من الأفلام لا يزالون يستمتعون بمشاهدته بفضل أحداثه الدرامية.
ضمن أحداث الفيلم، يكتشف البشر أن كائنات فضائية وصلت إلى الأرض، و(لسبب ما) تغزو هذه الكائنات مزرعة عائلية صغيرة في ريف بنسلفانيا.
حقق فيلم Signs نجاحاً مذهلاً وقت عرضه، وتجاوزت إيراداته من شباك التذاكر 408 ملايين دولار. وأصبح الفيلم ظاهرة لدرجة أن قصة فيلم Scary Movie 3 كانت مستمدة بالكامل تقريباً منه وقلدت الفيلم بشكل مباشر.
The Day After Tomorrow-2004
حقق فيلم Day After Tomorrow إيرادات ضخمة، وكان أيضاً من أكثر الأفلام إثارة للجدل. فهذا الفيلم عبارة عن تصور مبالغ فيه لما سيحدث بعد تعرض الكوكب لاحترار عالمي مفرط، من تغيُّر تيارات المحيط ووقوع كوارث مخيفة حول العالم.
وكان هذا الفيلم من أوائل الأفلام التي جعلت الناس يتحدثون عن تغير المناخ ومخاطره المحتملة.
مع ذلك فقد يبدو مخيفاً أيضاً بالنظر إلى الكوارث الطبيعية التي يفاقمها تغير المناخ.
Children of Men-2006
كان فيلم Children of Men فيلماً سوداوياً عن مدى هشاشة المجتمع وسرعة تفككه. وتقع أحداث الفيلم عام 2027، بعد عقدين من عقم كامل بين البشر. وحين تحمل امرأة أخيراً، فلا بد من حمايتها بأي ثمن كي يستمر الجنس البشري.
لم ينجح الفيلم في عرضه الأول، رغم إشادة النقاد به، ولم يحقق إيردات كثيرة من شباك التذاكر. ولم يجد الفيلم طريقه إلى النجاح إلا بعد إطلاقه على أقراص DVD. وحقق فيلم Children of Men بمعالجته قضايا الهجرة، والعنصرية، نجاحاً جديداً في السنوات الأخيرة، بعد ربط كثيرين بين الفيلم وما يحدث في الحياة الواقعية، ما أكسب الفيلم أهمية في الوقت الحالي تفوق ما كانت عليه في بداية عرضه.
The Mist-2007
بعد سلسلة من الأفلام الباهتة المقتبسة عن رواية لستيفن كينغ في مطلع الألفينات مثل Dreamcatcher وThe Secret Window، حققت نسخة عام 2007 The Mist نجاحاً مفاجئاً. وفي الفيلم، يبتلع ضباب غريب إحدى البلدات، ويحمل معه وحوشاً عملاقة. وجزء كبير من أحداث الفيلم يقع داخل متجر بقالة، وتركز على مجموعة من الناجين يحاولون جاهدين فهم ما يحدث.
ويمزج الفيلم بشكل مثالي بين الخيال العلمي والرعب النفسي، حيث يكون الصراع بين الناجين مخيفاً أحياناً مثل الوحوش في الخارج.
Resident Evil-2022
هذا الفيلم لا يشبه سلسلة الألعاب التي تحمل الاسم نفسه، لكن هذا ليس مهماً بالنظر إلى المتعة التي تحملها أحداثه. يروي الفيلم قصة تفشي فيروس في مختبر شركة تحت الأرض يحوّل الناس إلى زومبي، وأليس (ميلا جوفوفيتش) التي تستيقظ فجأة في قصر مبني على قمة معمل تحت الأرض.
ويعتبر من أفلام الزومبي الرائعة التي غيرت شكل هذه النوعية من الأفلام تماماً بجمعه بين عناصر الحركة والخيال العلمي والرعب، وفقاً لما ورد في موقع Digital Trends الأمريكي.
Cloverfield-2008
يمكن القول إن Cloverfield أعاد إحياء أفلام الوحوش العملاقة. فبعد Jurassic Park، تراجعت هذه النوعية من الأفلام سريعاً. وأفلام مثل أناكوندا وغودزيلا تعرضت لهجوم من النقاد والجمهور، وجاء فيلم Jurassic Park III لعام 2001 ليكون المسمار الأخير في نعش هذه النوعية من الأفلام التي توقفت إلى أن ظهر فيلم Cloverfield. وهو يروي قصة كائن فضائي عملاق يهاجم مدينة مانهاتن، ويعتمد على تقنية التسجيلات المكتشفة التي لا تزال شائعة.
ورغم اعتراض البعض على تقنية التصوير ووصفهم إياها بالـ”مزعجة”، حقق فيلم Cloverfield نسبة مشاهدات عالية. وبعد العرض الأول للفيلم، أصبح أعلى أفلام يناير/كانون الثاني، ربحاً على الإطلاق (وظل محتفظاً بهذا اللقب حتى عام 2014)، وحقق أرباحاً تفوق 172 مليون دولار من شباك التذاكر مقابل ميزانيةٍ قدرها 25 مليون دولار فقط.
Eternal Sunshine of the Spotless Mind-2004
هذا الفيلم من نوع “الخيال العلمي الناعم” بالمعنى الحرفي للكلمة، فهو يدور حول زوجين يقرران محو ذكرياتهما بعد انفصال مرير. والفيلم في جوهره درامي رومانسي، وجزء الخيال العلمي يتمثل في عملية محو الذكريات. والقوة الحقيقية للفيلم مصدرها شخصياته الجذابة والمعقدة، والسؤال المؤلم الذي ظل في صميم الفيلم: ما قيمة ذكرياتنا؟
ورُشحت كيت وينسلت، بفضل دورها في هذا الفيلم، لجائزة أفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو أصلي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2005 وعام 2016.
Wall-E-2008
أفضل وصف لفيلم Wall-E هو أنه “سوداوي جداً” و”برع في التنبؤ بالمستقبل”. ففي الفيلم، يتسبب تفشي النزعة الاستهلاكية في خسارة كوكب الأرض لموارده، ويتحول إلى أرض مقفرة. وينتقل البشر للعيش في محطات فضائية عملاقة يتنقلون فيها على أرائك مريحة طافية تحمل شاشات عملاقة أمام وجوههم، فيما تتولى الروبوتات العناية بجميع احتياجاتهم. وقد دمرت السمنة والكسل أجسادهم تماماً لدرجة أنهم لا يستطيعون حتى النهوض حين يسقطون.
وحين عُرض فيلم Wall-E، كان قد مر عام تقريباً على ظهور الآيفون. وربما لم يكن لدى صانعي الأفلام أي فكرة عن مدى واقعية توقعاتهم لمستقبل البشرية بعد أكثر من عقد.
District 9-2009
هذا الفيلم مستوحى من مشكلات الفصل العنصري والهجرة في جنوب إفريقيا، ويروي قصة كائنات فضائية تصل إلى الأرض ثم تُعزل في معسكر يسمى District 9. ويستكشف الفيلم مفاهيم مثل كراهية الأجانب والعنصرية والعزل والصراع الطبقي، لكنه لا يزال يحمل قدراً لا بأس به من الحركة أيضاً.
وساهم فيلما Wall-E وDistrict 9 في الترويج لأفلام الخيال العلمي المشحونة سياسياً، وهذا مهّد الطريق لأفلام أخرى مثل Elysium وThe Hunger Games. وحقق فيلم District 9 نجاحاً حاسماً مفاجئاً، بل ترشح لمجموعة من جوائز الأوسكار، من ضمنها جائزة أفضل فيلم.
Sunshine-2007
في المستقبل، تبدأ الشمس في الاحتضار، ويغرق العالم في شتاء أبدي. ولإنقاذ الأرض، يضطر فريق للسفر إلى الفضاء وإطلاق قنبلة عملاقة في الشمس لتنشيط انشطارها النووي من جديد. وطاقم عمل الفيلم كان يعج بالنجوم، ومنهم كيليان مورفي، والممثلة الحائزة جائزة الأوسكار ميشيل يوه، وروز بيرن، وكريس إيفانز، وبينديكت وونغ، وآخرون.
وفي منتصف الفيلم، تتغير الحبكة تماماً بفضل تطور صادم وغير متوقع، ما يحول Sunshine إلى فيلم رعب شبيه بفيلم Event Horizon. وهذا التغيير المفاجئ في سير الأحداث كان من الممكن أن يخرج عن مساره ويفسد الفيلم بأكمله، ولكن بفضل السيناريو وفريق الممثلين الرائعين، زاد هذا التغيير فيلم Sunshine إثارة. وبعد حصوله على إصدار محدود في معظم البلدان (ومنها الولايات المتحدة)، حقق الفيلم نجاحاً قوياً في سوق الإيجار، فأصبح من الأفلام الكلاسيكية المفضلة لدى عشاق هذا النوع من الأفلام حتى يومنا هذا.