هل أنت من الأشخاص الذين يحبسون دموعهم كثيراً؟ حسناً، ربما الوقت قد حان للتوقف عن هذه العادة، لأن أضرار عدم البكاء كثيرة، وقد تؤدي بك إلى مشاكل صحية أنت في غنى عنها.
أضرار عدم البكاء
فيما يلي، أبرز المخاطر الصحية على جسدك التي قد يسببها حبس دموعك في الوقت الذي تشعر فيه برغبة مُلحة في البكاء.
التوتر وأمراض القلب
البكاء هو في الأساس حالة تُخلص جسمك من الإجهاد والتوتر الزائد، لذلك عندما يكون هناك بكاء داخلك وتحتجزه، يبدأ الجهاز العصبي الودي في جسمك (أو استجابة القتال أو الطيران) في الضغط على نفسه.
فعندما يحدث حدث مثير للدموع، يبدأ دماغنا بالاستجابة من خلال إفراز المادة الرمادية داخل الدماغ المسؤولة عن إدراك المشاعر.
ترسل هذه المادة إشارة إلى منطقة ما تحت المهاد، والتي تخبر بقية الجسم بالتصرف وفقاً لذلك.
يخبر الغدة النخامية بأن هناك بعض الخطر (الإجهاد)، الذي يحفز الغدة على إطلاق هرمونات قشر الكظر، وفقاً لـHarvard Health Publishing.
ينتقل هذا الهرمون بعد ذلك إلى الغدة الكظرية، التي تقع فوق الكليتين مباشرة ويؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر.
يقوم الوطاء أيضاً بتنشيط الجهاز العصبي الودي، حيث يتحكم هذا الجزء من النظام في وظائف الجسم التي يتم تنشيطها في استجابة القتال أو الطيران.
وتقول نيكول فان جرونينجن، طبيبة باطنية في مركز سيدارز سيناي الطبي الأمريكي: “يرسل دماغك إشارات إلى الغدد الكظرية لإفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، وتعمل هذه المواد الكيميائية على زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، لذلك إذا قمت بحبسها أثناء محاولتك عدم البكاء، فقد يترجم ذلك إلى ضيق في الصدر وتنفس شديد”.
في حين تقول عالمة النفس الأمريكية، نيكي مارتينيز: “إنّ قمع أحد المشاعر (في هذه الحالة، الإحباط أو الحزن) يزيدها بالفعل ويجعلك تشعر بسوء”.
وتضيف وفقاً لما ذكره موقع Shape الأمريكي: “على الرغم من أنك قد تعتقد أنك تشتت انتباهك فإن التوتر يتزايد بالفعل”.
وتتابع أن مقاومة الرغبة في البكاء تمنح استجابة جسمك للضغط مزيداً من الفرص للتسبب في المتاعب.
على المدى القصير، يمكن أن يسبب مشاكل مزعجة مثل التهيج والقلق وقلة النوم، ولكن بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي كبت دموعك إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو حتى السرطان.
زيادة فرصة الإصابة بنوبة ربو للمصابين به
عندما تمر بلحظة مليئة بالتوتر، فقد تعاني من ضيق في التنفس أو سرعة في التنفس، ويحدث هذا عندما يضيق مجرى الهواء بين الأنف والرئتين.
قد يكون الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقاً، مثل الربو، أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في التنفس عند كبح دموعهم، وفقاً لما ذكرته منظمة Livestrong Foundation.
ماذا يحدث للجسم عند البكاء وعدم البكاء؟
في كل مرة يتأثر فيها الجسم ويتعرض للتوتر ويحتاج فيها للعودة إلى التوازن أو كما يطلق عليها “استجابة القتال”، يجب تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي في جسمك، وهو جزء من الجهاز العصبي الذي يتعامل مع عمليات الجسم أثناء اللحظات الروتينية الخالية من الإجهاد.
وهناك طرق عاطفية وفسيولوجية لتنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي لإعادة الجسم إلى مستوى معين من التوازن، منها البكاء الذي يساعد جسمك جيداً على العودة إلى حالة الثبات والاستقرار بعد لحظة القتال أو الهروب، في حين أنّ قمع البكاء قد يمنع الجسم من العودة إلى حالته المتوازنة ويصيبه بالاجهاد.
في حين أن الإجهاد يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية ، من ضمنها أمراض القلب والقلق والاكتئاب والسمنة ومشاكل الجهاز الهضمي وضعف الذاكرة والتركيز، وفقاً لـ”مايو كلينك“.
فوائد البكاء
البكاء له سمعة سيئة، لأنه عادةً ما يحدث عندما يحدث شيء فظيع، لكن في الوقت ذاته هناك أدلة مدهشة تشير إلى أن البكاء مفيد في الواقع لجسمك وعقلك.
تعرف على فوائد البكاء؛ حتى تتمكن من منح نفسك إذناً لتسخير هذه القوة المذهلة لجسم الإنسان:
تنظيف الجسم من السموم
تقوم الدموع اللاإرادية أيضاً بالعديد من الفوائد الضرورية، مثل إزالة الغبار والدخان ولقاح النباتات المتطاير أو شعر الحيوانات الأليفة من الالتصاق بالعينين والتسبب في الالتهابات، وفقاً لموقع “Healthline“.
وتساعد الدموع المستمرة في ترطيب عينيك وحمايتها من العدوى.
وكما أن للدموع العاطفية العديد من الفوائد الصحية؛ لاحتوائها على الهرمونات والعناصر الأخرى، تحتوي الدموع اللاإرادية على 98% من الماء، ما يسهم في الغسيل الدوري للعين من تلك العناصر، والإبقاء على مرونتها لأداء وظيفتها بشكل أفضل.
تحفيز الهدوء والاسترخاء
وجد مركز “Frontiers In Psychology” لعلم النفس عام 2014، أن عملية البكاء من شأنها تغيير سلوك الإنسان وحالته النفسية والجسدية.
ووجد البحث الذي أُجري على تأثير عملية البكاء، أنها تنشّط الجهاز العصبي السمبتاوي (PNS)، وتساعد الجهاز العصبي المحيطي على راحة الجسم وتحسين عملية الهضم.
ومع ذلك، فإن الفوائد المقرونة بالبكاء ليست فورية. وقد يستغرق ذرف الدموع عدة دقائق قبل أن تبدأ آثاره النفسية والجسدية المُهدِّئة.
تخفيف الألم الجسدي والعاطفي ورفع المعنويات
كما أن البكاء لفترة طويلة يتسبب في إطلاق مواد الأوكسيتوسين والأفيونات الطبيعية في الجسم، والمعروفة باسم الإندورفين.
ويمكن أن تساعد هذه المواد الكيميائية المريحة في تخفيف الآلام الجسدية والعاطفية.
وبمجرد إطلاق الإندورفين، يدخل الجسم في حالة من حالات التخدير. كما يمكن أن تحفّز مادة الأوكسيتوسين الشعور بالهدوء والسكينة، ما يثبت فاعلية البكاء في تحقيق الهدوء والاسترخاء وراحة الأعصاب، وفقاً لموقع “Healthline“.
أنواع الدموع الثلاثة
وفقاً لما ذكره موقع Medical News Today الطبي الأمريكي، فإن هناك أنواعاً مختلفة من الدموع، وتتحدد وفقاً لسبب ومُحفّز انهمارها لدى الشخص، وهي:
الدموع القاعدية: وهي التي تفرزها القنوات الدمعية باستمرار وتُدعى أيضاً “Basal Tears”، وتكون سائلاً مضاداً للجراثيم وغنياً بالبروتين الذي يساعد على إبقاء العين رطبة في كل مرة يرمش فيها الشخص.
الدموع اللاإرادية: وهي عبارة عن دموع ناتجة عن مهيجات خارجية مثل الرياح أو الدخان أو البصل. ويتم إطلاقها لطرد هذه المهيجات وحماية العين.
الدموع العاطفية: وهي التي يذرفها البشر استجابة لمجموعة من المشاعر. وتحتوي هذه الدموع، على وجه خاص، على مستوى أعلى من هرمونات التوتر مقارنة بأنواع الدموع الأخرى.