تخلَّى منتجو آخر أفلام سلسلة المهمة المستحيلة Mission Impossible عن محاولتهم الحصول على تصريح لعشرات عمليات الهبوط بالمروحيات في سفالبارد بالنرويج، بعد رفض السلطات السماح بهبوط مروحيات هناك، بحجة المخاوف من الإزعاج الذي ستسببه للحياة البرية، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 17 مارس/آذار 2023.
يُذكر أن سفالبارد هو أرخبيل نرويجي محمي في المنطقة القطبية الشمالية، ويقع على منتصف الطريق بين النرويج والقطب الشمالي، ويتجاوز عدد الدببة القطبية هناك عدد البشر.
إذ من المقرر صدور فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part Two في عام 2024. وانتشرت مطلع الأسبوع تقارير تُفيد بأن صناع الفيلم يحاولون الاستئناف ضد قرار حاكم سفالبارد، الذي رفض منحهم أي تصاريح هبوط من أجل التصوير.
حيث رفضت السلطات المحلية السماح بـ40 عملية هبوط بالمروحيات في مختلف المواقع، بعد طلبٍ من شركة الإنتاج PolarX، بحجة المخاوف من الإزعاج الذي ستسببه للحياة البرية.
وأفادت شبكة NRK النرويجية، بأن تصوير بعض المشاهد قد بدأ في سفالبارد الأسبوع الجاري، بمشاركة الطواقم الحاضرة والسفينة PolarXplorer، التي جرى تأجيرها من أجل الإنتاج. وترسو السفينة حالياً في مدينة لونغييربين، العاصمة الفعلية للأرخبيل.
والتُقِطَت الصور لكروز في شوارع لونغييربين يوم الخميس، 16 مارس/آذار، لكنه رفض مناقشة المسألة مع صحيفة Svalbardposten المحلية قائلاً: “من الرائع التواجد هنا”.
وتخلت شركة الإنتاج في يوم الجمعة عن محاولتها لإقناع وكالة البيئة النرويجية بنقض قرار الحاكم.
إذ قال المتحدث باسم الوكالة: “تم إخطارنا للتو بأن فريق إنتاج الفيلم قد سحب شكواه المقدمة إلى وكالتنا في هذا الصدد. وقالت شركة الإنتاج إنها توصلت إلى حلول أخرى، ولن نتعامل مع هذه الشكوى الآن لأنهم سحبوها، كانوا يريدون من وكالتنا التدخل لنقض قرار الحاكم، لكنهم سحبوا الشكوى المقدمة لنا، ولا أعلم نوعية الحلول التي توصلوا إليها”.
وقد تم الاتفاق على مخرج من المأزق وفقاً للخطاب الذي بعثه محامو شركة الإنتاج، وحصلت صحيفة Svalbardposten على نسخة منه.
ونصّ الخطاب على التالي: “كان من الضروري تقديم شكوى إلى وكالة البيئة النرويجية، نظراً لضغوطات الوقت الكبيرة، لكن شركة الإنتاج واصلت جهودها من أجل التوصل لحلول بديلة تتطرق إلى مخاوف الحاكم. وقد نجحت تلك الجهود، ولم تعد الأطراف المعنية ترى حاجةً للإبقاء على الشكوى”.
بينما نقلت وسائل الإعلام المحلية أن القرار جاء مبنياً على المادة 73 من قانون البيئة في سفالبارد، الذي يُلزم حركة المرور في الأرخبيل “بألا تضر البيئة الطبيعية أو تؤدي إلى تدهورها… أو تتسبب في إزعاج غير ضروري للناس أو الحياة البرية”. وقد استأنفت PolarX ضد ذلك القرار.
وذكرت وسائل الإعلام النرويجية أن شركة الإنتاج شددت في طلبها على أن “أعمال الإنتاج السابقة في سفالبارد كان لها جمهور عالمي، ونشرت الوعي بشأن البيئة البرية للمنطقة القطبية الشمالية وتاريخها، كما عززت النظرة الإيجابية… للبيئة”.
لكن سلطات سفالبارد قررت عدم منح الترخيص بهبوط المروحيات نظراً “لطبيعة تلك الرحلات الجوية”، وعزت جزءاً من الأسباب إلى أن الأمر سيمثل سابقةً “في سياق هدف الحفاظ على محدودية حركة المرور في سفالبارد”.