أعلن الشاعر السوري، حذيفة العرجي، الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، أنه سيقاضي المسؤولين عن مسلسل “رسالة الإمام” الذي يوثق للفترة التي عاشها الإمام الشافعي في مصر، وذلك بعد اتهامه صناع المسلسل بـ”سرقة” مجموعة من أبياته الشعرية ونسبها للإمام الشافعي.
فقد أثار مسلسل “رسالة الإمام” الكثير من الجدل منذ بداية عرض حلقاته الأولى، فقد لاحظ كثيرون أن المسلسل الذي يروي قصة حياة الإمام الشافعي احتوى على الكثير من الأخطاء التاريخية، وفوق ذلك وردت بعض الحوارات في العمل باللغة العامية.
شاعر سوري يقاضي “رسالة الإمام”
الشاعر السوري قال في تدوينة عبر صفحته بموقع فيسبوك: “أبدأ بعون الله وإذنه وبعد استشارة الأصدقاء ومن أثق برجاحة عقولهم من أهل الأدب والفكر، أبدأ التحرك في عمل وكالة لمكتب (دار القانون – مدينة نصر) ممثلاً بالمحامي جمال عبد الحميد، لرفع دعوى تعويض عن حقوقي الأدبية والنفسية في المحكمة الاقتصادية المصرية، ضد صناع مسلسل رسالة الإمام”.
قبل يومين تفاجأ الشاعر السوري حذيفة العرجي بعرض بيتين من أشعاره على أنهما من أقوال الإمام الشافعي، في مسلسل “رسالة الإمام”، وقال في تغريدة أرفقها بمقطع فيديو للممثل المصري خالد النبوي، في مشهد من المسلسل وهو يردد “وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا.. سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا، وإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً.. يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا”، على أنهما للإمام الشافعي.
كما أكد العرجي أن تلك الكلمات كان قد كتبها منذ 10 سنوات، وهو ما أكدته تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك منذ عام 2013. ورجّح الشاعر أن تكون هناك سقطات أخرى في المسلسل وصفها بـ”الكوارث”، مشككاً في أن يكون القائمون عليه قد قرؤوا سيرة الشافعي.
بحسب موقع “الديوان” المتخصص بالشعر، فإن البيتين موثقان باسم الشاعر السوري، وليسا موجودين في ديوان الإمام الشافعي في الموقع الذي يضم أكثر من 11 ألف قصيدة لأكثر من ألف شاعر.
أخطاء بالجملة في المسلسل
انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مسلسل رسالة الإمام الذي يقوم ببطولته الممثل المصري خالد النبوي، وذلك بعد أن ورد حوار بين أبطال العمل باللغة العامية التي لم تكن مستخدمة في تلك الحقبة التاريخية.
علق البعض بأن استخدام اللغة العامية فيه استسهال واستخفاف واضح من صناع العمل، فيما سخر آخرون بقولهم: “الإمام الشافعي بات يتحدث اللغة الشبراوي”.
كما علق آخرون كذلك على لغة خالد النبوي في العمل والتي بدت ركيكة للغاية، في حين أنه يمثل دور الإمام الشافعي الذي كان معروفاً بفصاحته وبلاغته.
بعيداً عن استخدام اللغة العامية في الحوار، ولغة خالد النبوي التي وصفها البعض بـ”الركيكة” فقد أثار المسلسل كذلك حفيظة كثيرين لاحتوائه على أخطاء تاريخية وصفها البعض بـ”الكارثية”.
فقال أشرف حسن، المحاضر والباحث في اللغة العربية في جامعة بيرن بألمانيا، في سلسلة تغريدات: “في مسلسل رسالة الإمام نرى حواراً في قصر الخليفة العباسي، الذي يفترض أن يكون المأمون، مع الإمام الشافعي سنة 198 هـ، ويتكلمان فيه عن (خلق القرآن)”.
يضيف: “حقيقة 1: الخليفة المأمون دخل بغداد سنة 204 هـ، رغم توليه الخلافة سنة 198. حقيقة 2: الخليفة المأمون اعتنق القول بـ”خلق القرآن” سنة 212 هـ، وبعدها بدأ ما عرف بـ”فتنة خلق القرآن” أو “المحنة”. “حقيقة 3: الإمام الشافعي توفي سنة 204 هـ في مصر، والإمام الشافعي لم يقابل المأمون”.