منذ الحلقة الأولى، بدأ مسلسل “دفعة لندن” الذي يُعرض خلال شهر رمضان الحالي 2023، بإثارة جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يرى العراقيون أنه يسيء إلى صورتهم أمام العالم، معتبرين أن أحداثه غير حقيقية ولا تمتُّ إلى الواقع بِصلة، فما قصة المسلسل، وما قصة الخادمة العراقية؟

مشهد الخادمة العراقية يثير الجدل في مسلسل دفعة لندن

في إحدى حلقات المسلسل، صوَّر أحد المشاهد خادمة تحمل الجنسية العراقية، وهي تعمل خادمة لدى طالبات خليجيات في لندن وتُتَّهم بالسرقة.

وفي مشهد آخر، أظهر المسلسل رجلاً عراقياً يرفض مساعدة الفتيات الكويتيات في لندن بعد أن سُرقت نقودهن ويبصق عليهن بدلاً من نجدتهن، ما اعتبره عراقيون تشويهاً لصورتهم.

وفي الوقت الذي اتهم بعض رواد مواقع التواصل، الكويت بأنها تسعى إلى تشويه صورة العراقيين على اعتبار أن مؤلفة العمل كاتبة كويتية، دافع البعض الآخر عن الكويتيين، مؤكدين أن المسلسل إنتاج سعودي وجرى تصويره خارج الكويت، وشاركت فيه نخبة من الممثلين العرب من مختلف الجنسيات.

وادعت إحدى المغردات على تويتر، أن الدراما الكويتية تصر دائماً على إظهار العراقيين بصورة سيئة دائماً، قائلة: “الإخوة العراقيون المهاجرون إلى لندن في فترة الثمانينيات والتسعينيات، هل خدم أحدكم في بيوت العرب تلك الفترة؟! هل شتم أحدكم عربياً أو كويتياً وقال لهم حرفياً: تباً لكم تستحقون السرقة؛ أنتم من صفَّق لصدام؟! لماذا تصر الدراما الكويتية على إظهار العراقيين بصورة سيئة دائماً؟”.

ودافع حساب على تويتر يبدو أنه عائد لشخص كويتي، قائلاً: “العموم يهاجمنا عليه وعدد الكويتيين بالعمل ينعدّ على الأصابع!”.

في حين طالب أحد المغردين شبكة الإعلام العراقية بمنع عرض المسلسل.

من جهته، قال أحد المواطنين الكويتيين في مقطع فيديو مصوَّر نشره بحسابه على تويتر، أن “المسلسل لا يمثل لا الشعب الكويتي ولا الحكومة الكويتية، وحتى التلفزيون الكويتي لم يعرض المسلسل، وإنما هو مسلسل يحتوي على ممثلين يبحثون عن المال فقط”.

أما الناشط الاجتماعي الكويتي طلال البحيري، فقد انتقد الممثلة اللبنانية ليلى عبد الله، التي ظهرت في مقطع فيديو اتهمت فيه الأشخاص الذين انتقدوا المسلسل بأنهم منافقون وتفكيرهم قديم.

من جهته استنكر صحفي كويتي ما جاء في مسلسل دفعة لندن، قائلاً: “نستنكر ما جاء في مسلسل دفعة_لندن، فالعراقيون عُرفوا بكرمهم وشهامتهم ومواقفهم المشرفة، محاولةُ ربط جرائم حزب البعث بهم، عمل خسيس، والهدف منه الفرقة والقطيعة”.

مؤلفة المسلسل تبرر ما حدث

من جهتها دافعت مؤلفة العمل الكاتبة الكويتية هبة مشاري، عن مشهد الخادمة العراقية، قائلة: “سيدي الفاضل، تاريخكم أكبر من أن يخبرني به مجموعة من المشحونين عاطفياً، تاريخكم يخصنا نحن العرب نستند عليه ونتباهى به، المصيبة من المتلقي قصير النظرة المعبّأ بفكرة المؤامرة، شخصياً أراهن أنك لم ترَ العمل”.

وتابعت في منشور نشرته على خاصية “الستوري” بحسابها على إنستغرام: “العمل يتحدث عن بنات أستاذ تاریخ.. وارث من وارثي الحضارة، أُعدم وائتمن صديق عمره على بناته اللاتي يمتلكن ثروة باذخة ولديه بيت في لندن، الصديق ترك البنات على رصيف المطار وهرب بالمال”.

وأكملت: “القصة إسقاط على سرقة العراق من العراقيين، سرقة تاریخها وإرثها الحضاري ومستقبل أبنائها بسبب الحرب والانقلابات والمؤامرات العالمية.. إرثها الذي يعرض في باريس مع الأسف.. التلقّي سطحي جداً، والعراق أكبر من تخلیص حسابات.. لكن أخذكم الحماس والغيرة، والله يعلم أننا نغار على عراقنا أكثر منكم.. لكم الظنون ولله النوايا”.

قصة مسلسل دفعة لندن

المسلسل يروي قصة مجموعة من الطلاب العرب المغتربين الذين يدرسون الطب بإحدى جامعات لندن في فترة الثمانينيات. ويحمل كل منهم أفكاراً وقناعات ومبادئ مختلفة عن الآخرين.

ويحتك هؤلاء الطلاب بمجموعة مختلفة من الجيران والأصدقاء المنتمين إلى جنسيات مختلفة، منها الإيرانية والهندية والعراقية، فينفتحون على أفكار جديدة.

المسلسل من بطولة وسام حنا، وناهد السباعي، وحمد أشكناكي، وليلى عبد الله، ولولوة الملا، وناصر الدوسري، وهو من إنتاج سعودي، وتأليف الكاتبة الكويتية هبة مشاري وإخراج المخرج المصري محمد بكير.

من هي هبة مشاري حمادة؟

وفقاً لما ذكرته شبكة BBC، فإن هبة مشاري حمادة هي كاتبة كويتية، من مواليد عام 1978، حصلت على درجة الماجستير في الأدب والنقد، واتجهت بعد ذلك لكتابة الدراما التلفزيونية منذ مطلع الألفية الثالثة.

كما ذكرت الشبكة أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الكاتبة الكويتية للانتقادات بسبب أعمالها، إذ تعرضت العام الماضي لانتقادات أخرى عندما أثار مسلسلها “دفعة القًاهرة” جدلاً كبيراً بين الكويتيين والمصريين.