متلازمة الحيز هي حالة صحية معروفة باسم “متلازمة الحجرات” أيضاً، وتحدث عندما يتعرض الشخص لزيادة في الضغط داخل العضلات، مما يحد من تدفق الدم ويسبب الألم المزمن والتورُّم.

وبالرغم من شيوع آلام العضلات والتورم بسبب ممارسة الرياضة المفرطة بشكل خاطئ أو الإصابات أثناء الألعاب الرياضية المختلفة، فهي بالتحديد حالة خطيرة تتطلب علاجاً فورياً قبل تفاقمها لدرجة قد تصل إلى ضرورة بتر الطرف المصاب.

ما هي متلازمة الحيز؟ ولماذا تسمى “متلازمة الحجرات”؟

متلازمة الحيز هي حالة خطيرة تحدث عندما يكون هناك قدر كبير من الضغط داخل الحيز العضلي أو “الحجرات”.

ويعود سبب تسميتها بالحجرات أو المقصورات لكونها عبارة عن مجموعة من الأنسجة العضلية والأوعية الدموية والأعصاب في الذراعين والساقين محاطة بغشاء قوي جداً يسمى اللفافة.

لا تتمدد هذه اللفافة في الجسم؛ لذا فإن الانتفاخ في الحيز يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الحجرة. ويؤدي هذا إلى إصابة العضلات والأوعية الدموية والأعصاب داخل الحيز.

يمكن أن تؤدي زيادة الضغط في الطرف المصاب إلى قطع تدفق الدم إلى الحجرة. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأوكسجين المتجه إلى الأنسجة (نقص التروية) وموت الخلايا (النخر)، ما يتطلب البتر أحياناً.

أسباب تلف حيز العضلات

يمكن أن تحدث متلازمة الحيز عند وجود نزيف أو تورم داخل الحيز، حيث يعاني الشخص فجأة بعد التعرض لإصابة في الملعب أو صالات الرياضة من شعور مستمر بالألم والتورم في الساق أو الذراع.

يوضح موقع “مايو كلينيك” (Mayoclinic) للصحة والمعلومات الطبية، يمكن أن يتسبب ذلك في تراكم الضغط داخل الحجرة، مما قد يمنع تدفق الدم.

ويمكن أن تسبب هذه الحالة الخطيرة ضرراً دائماً إذا تُركت دون علاج، لأن العضلات والأعصاب لا تحصل على العناصر الغذائية والأوكسجين الذي تحتاجه؛ ما يجعل الحالة تتطلب البتر كعلاج وحيد.

أعراض متلازمة الحيز

يمكن أن يصاب الشخص بمتلازمة الحيز في أي عضلة في الجسم، لكنها غالباً ما تصيب عضلات أسفل الساقين والساعدين بسبب مسؤوليتهما عن ثني وتحريك الجسم أثناء التمارين. وتشتمل الأعراض، وفقاً لموقع “ويب إم دي” (WebMD) على:

  • ألم شديد في العضلات يكون حارقاً وعميقاً، ويتفاقم عند تحريك الجسم.
  • المعاناة من التورم أو الانتفاخ الغريب في العضلات.
  • الشعور بالخدر أو الضعف أو إحساس مثل الدبابيس والإبر بالجسم.
  • ضيق أو صعوبة في تحريك الجزء المصاب من الجسم.

يمكن أن تبدأ الأعراض فجأة، على سبيل المثال، بعد الإصابة أو إذا كانت الضمادة أو الجبس مشدوداً جداً على إصابة سابقة. وهذا ما يسمى متلازمة الحيز الحادة.

يمكن أن تظهر الأعراض أيضاً تدريجياً بعد التمرين وتختفي عند الراحة. وهذا ما يسمى متلازمة الحيز المزمنة.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

من الضروري مراجعة طبيب متخصص إذا عانيت مما يلي، بحسب منظمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS):

إذا كنت تعاني من ألم أو خدر أو تورم أو تجد صعوبة في تحريك جزء من جسمك عند ممارسة الرياضة أو الحركة العادية.

يمكن أن يساعد الطبيب العام في معرفة ما إذا كان الألم ناتجاً عن متلازمة الحيز أو حالة أخرى.

اختبارات الكشف عن الإصابة بمتلازمة الحيز

إذا اعتقد الطبيب أنك قد تكون مصاباً بمتلازمة الحيز، فقد تتم إحالتك إلى أخصائي لإجراء الفحوصات اللازمة. وتشمل الاختبارات التي قد تخضع لها ما يلي:

أشعة سينية للتحقق مما إذا كنت قد كسرت عظمة في المنطقة المصابة.

التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الراحة وأثناء ممارسة الرياضة.

قياس ضغط الحجرة العضلية في المكان المصاب، ويتم ذلك من خلال إدخال إبرة متصلة بجهاز مراقبة الضغط في العضلات قبل وبعد التمرين لقياس الضغط بداخلها.

كما يوصىَ عادةً بقياس الضغط داخل العضلات فقط إذا كانت الأعراض ونتائج الاختبارات الأخرى تشير إلى متلازمة الحيز؛ لكي يتم التأكد بشكل قاطع ومعرفة مستوى ودرجة الإصابة.

خيارات العلاج لمتلازمة الحيز

1- عندما تعاني من متلازمة الحيز الحاد: خيار الجراحة هو الخيار العلاجي الوحيد لهذا النوع من متلازمة الحيز التي تصيب العضلات. وتتضمن العملية قطع اللفافة لتقليل الضغط في المقصورة العضلية.

وفي بعض الحالات الشديدة، سيتعين على الطبيب الانتظار حتى يزول التورم قبل إغلاق الشق، علاوة على أن بعض هذه الجروح تتطلب ترقيعاً للجلد.

إذا طورت هذه الحالة بسبب الجبيرة أو الضمادة الضيقة عند التعامل مع إصابة سابقة، فستحتاج إلى إزالة المادة أو فكها وتحرير الضغط في المنطقة المصابة، بحسب موقع “هيلث لاين” (Healthline) للصحة:

2- متلازمة الحيز المزمنة: عند الإصابة بتلك الحالة، فقد يوصي الطبيب المتخصص أولاً بطرق العلاج غير الجراحية، بما في ذلك:

  • العلاج الطبيعي لشد العضلات وتمديدها.
  • تناول الأدوية المضادة للالتهابات.
  • تغيير نوع السطح الذي تمارس عليه الرياضة والنوم.
  • أداء أنشطة منخفضة التأثير كجزء من روتين التمرين.
  • رفع الطرف على سنادة متخصصة لتخفيف الضغط بداخلها.
  • الحصول على الراحة بعد النشاط أو تعديل النشاط اليومي.
  • استخدام الكمادات الباردة والثلج بعد ممارسة النشاط.

إذا لم تنجح هذه الطرق السالف ذكرها، فقد يحتاج الأمر إلى إجراء الجراحة الطبية المتخصصة؛ حيث تُعد الجراحة بشكل عام أكثر فاعلية من الطرق غير الجراحية لعلاج متلازمة الحيز المزمنة.