في أجواء البرد الشديد، عمال الإنقاذ يواصلون جهودهم بحثا عن ناجين تحت الأنقاض مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور ثلاثة أيام على الزلزال الذي أودى بحياة آلاف.
ليلا ونهارا تعمل الجرافات والرافعات بلا توقف، ويصعّب انخفاض درجات الحرارة الظروف المعيشية للناجين الذين باتوا بلا مأوى يلجؤون إليه.
في المدن التركية المنكوبة تحولت صالات الألعاب الرياضية والمساجد والمدارس إلى أماكن تغص بالناجين، ويمضي آلاف الأشخاص لياليهم داخل سياراتهم إما خوفا من الهزات الارتدادية أو لعدم وجود ملاذ آمن.
وإذا كان الوضع بهذا السوء في تركيا، فإن الشمال السوري يعاني أضعاف هذه المأساة؛ ففي المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مهملون، وأن الإنسانية أدارت لهم ظهرها.
وقال إبراهيم خليل، ناج سوري من الزلزال، “عندما حدث الزلزال لأول مرة، كنا نأمل أن تأتي الدول لإنقاذنا، ولكن لم يكن هناك سوى أناس طيبون يعيشون حولنا والذين جاؤوا لمساعدتنا، ولم يساعدنا أحد. عندما حدث الزلزال لأول مرة طلبنا من صاحب الرافعة الحضور، فقال إنه كان مشغولا وليس لديه وقود. ليس لدينا من يساعدنا”.
ومن هناك لا تصل إلا صور الدمار أو لقطات لأب يبحث عن أفراد عائلته أو آخر يقوم بدفنهم، أو منقذ وطفلة قد تعطي أملا في الحياة من جديد.
قوافل المساعدات في طريقها للعبور عبر شريان حياة اسمه باب الهوى، على أمل مساعدة نحو أربعة ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.