نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء، تقريراً يفيد بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أرسلت مخزوناً من الذخيرة التي كانت مُخزّنة في إسرائيل، لتستخدمه أوكرانيا في حربها ضد روسيا، قائلة إن “القرار اتُخذ في العام الماضي”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم، إن البنتاغون يستغل مخزوناً هائلاً، ولكن غير معروف، من الذخيرة الأميركية في إسرائيل، للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا الماسة لقذائف المدفعية، في الحرب مع روسيا.
ويقول محللون عسكريون، إن المدفعية تُشكّل العمود الفقري للقوة القتالية البرية، لكل من أوكرانيا وروسيا.
من جانبه، أكد مسؤول إسرائيلي صحة التقرير لرويترز، قائلاً إن رئيس الوزراء حينئذ يائير لبيد، وافق على ذلك، رغم أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى مثل تلك الموافقة بشكل رسمي.
وقد خزّن البنتاغون ذخائر في إسرائيل، لعقود، كي تُستخدم في إعادة الإمداد الطارئة في حالة الحرب، أو لتسليمها إلى حلفاء آخرين للولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عند سؤاله عن التقرير “نُقلت المعدات الأميركية التي كانت مخزنة في إسرائيل إلى القوات المسلحة الأمريكية منذ عدة أسابيع، بناء على طلبها”، بحسب رويترز.
ولم تعلق سفارة واشنطن في إسرائيل على تقرير نيويورك تايمز، وقال السفير الأوكراني، يفغن كورنيتشوك، لرويترز، عبر الهاتف إنه “ليس لديه أدنى فكرة”، إن كان التقرير صحيحاً، بينما أحجمت السفارة الروسية عن التعليق.
وقد نددت إسرائيل بحرب روسيا على أوكرانيا، بينما اقتصرت مساعدتها لكييف على المساعدات الإنسانية والمعدات الواقية، واستبعدت التوريد المباشر للأسلحة.
ويريد الإسرائيليون المحافظة على خط ساخن للتنسيق مع روسيا، أُقيم في 2015، بشأن هجماتهم العسكرية على أهداف إيرانية مشتبه بها في سوريا، حيث تتمركز حامية تابعة لموسكو، ويضعون أيضاً في الاعتبار، سلامة الجالية اليهودية الكبيرة في روسيا، وفقاً لرويترز.
وقال ديفيد إيفري، لرويترز، وهو مدير عام سابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية، وجنرال سابق في القوات الجوية، إنه على الرغم من أن هذه الإمدادات في إسرائيل، “فإن الأميركيين لا يحتاجون إلى إذننا لنقلها، هذه ممتلكاتهم”.
ويشير شحن مئات الآلاف من قذائف المدفعية من مخازن الدولتين (كوريا الجنوبية وإسرائيل)، للمساعدة في الحفاظ على المجهود الحربي الأوكراني، إلى أمرين أساسيين، الأول، يتعلق بإمكانيات وقدرات الصناعة العسكرية لأميركا، والثاني بالحساسيات الدبلوماسية لاثنين من حلفاء الولايات المتحدة، اللذين التزما علناً بعدم إرسال مساعدات عسكرية قاتلة إلى أوكرانيا، بحسب الصحيفة.
وأرسلت الولايات المتحدة حتى الآن، أو تعهدت بإرسال نحو مليون قذيفة عيار 155 ملم إلى أوكرانيا، وقال مسؤول أميركي كبير لم يكشف عن هويته، للصحيفة، إن جزءاً كبيراً من ذلك – رغم أنه أقل من النصف – جاء من المخزونات في إسرائيل وكوريا الجنوبية.
ويقول مسؤولون أميركيون وغربيون، إن الجيش الأوكراني يستخدم نحو 90 ألف قذيفة مدفعية في الشهر.
وقد تم الطلب الأميركي لنقل الذخائر رسمياً، خلال محادثة هاتفية مشفرة بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، وبيني غانتس، وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي حينها، بحسب مسؤول إسرائيلي، تم اطلاعه على تفاصيل المحادثة.