قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، خلال مشاركة له عبر الفيديو، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إنه من الضروري تجنب تصعيد الصراع بين روسيا والغرب، مشيراً إلى أنه من المهم “منع الحرب من أن تصبح حرباً ضد روسيا نفسها” وأيضاً “إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجدداً إلى النظام الدولي”.
وأضاف أن “الخراب في روسيا، قد يعني صراعاً داخلياً وتدخلاً خارجياً، في الوقت الذي يوجد فيه 15000 سلاح نووي وأكثر، على أراضيها”.
وأوضح “لهذا السبب أؤمن بضرورة الحوار مع روسيا، بينما تستمر الحرب، وبالمناقشات المستمرة من قبل أوروبا وأميركا وروسيا، بينما تستمر العقوبات والضغوط الأخرى، حتى يتم التوصل إلى تسوية نهائية”.
وتابع “أعتقد أن هذا هو السبيل لمنع تصعيد الحرب”.
واعتبر كيسنجر أن الغزو الروسي لأوكرانيا، أظهر أنه لم يعد هناك مبرر لبقاء الأخيرة خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم أنه كان من المعارضين لهذه الخطوة، التي طالما سعت إليها كييف، بحسب فرانس برس.
وكان كيسنجر البالغ 99 عاماً، والذي يُعد من أتباع الواقعية السياسية، قد دعا قبل أشهر إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، حتى لو انطوى ذلك على التسليم ببعض المكاسب العسكرية لروسيا.
وقال “قبل هذه الحرب، كنت معارضاً لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط بالعملية التي نشهدها الآن”.
وأضاف “الآن وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف، لم تعد ذات جدوى”.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وصف تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بأنها بمثابة تهديد، وذلك في معرض تبريره لغزو الدولة الجارة في 24 فبراير، العام الماضي.
وبينما شددت الولايات المتحدة على أن القرار بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يعود لأوكرانيا، لم تُبد القوى الأوروبية أي حماسة بسبب القلق من منح ضمانات الأمن المتبادل، لدولة تشهد نزاعاً مع روسيا منذ عام 2014.
وحذر كيسنجر في مقالة نُشرت الشهر الماضي، في مجلة “ذا سبكتايتر” البريطانية المحافظة، من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع عام 1914، عندما انزلقت القوى الكبرى دون قصد إلى حرب عالمية.
ودعا في مقالته إلى وقف لإطلاق النار، تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل الغزو، ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرق أوكرانيا، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مع إخضاع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة.
ولفت الى أن عملية دبلوماسية قد تساعد روسيا على “إعادة تقييم موقعها التاريخي، الذي كان مزيجاً من الانجذاب إلى ثقافة أوروبا، والخشية من هيمنتها”.