المد الصيني قادم، والقمة العربية الصينية المقررة في الرياض في التاسع من هذا الشهر جسر جديد له، بعد ثلاثة عقود من بدء أحفاد التنين وضع موطئ قدم لهم في البلدان العربية، عبر بوابة الاقتصاد، مرورا بالدبلوماسية المرتبطة بتبادل التجارة بين بلد المليار والثلث، والشرق الأوسط، لتعاد الحسابات مجددا، وتعاد معها المصالح، في عالم متعدد الأقطاب.
التواصل الرسمي بين الصينيين والعرب ليس ذا تاريخ طويل، بدأ مع مصر أول دولة عربية إفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، منتصف القرن الماضي، انتهاء بالسعودية آخر دولة عربية أطرت تواصلها الدبلوماسي مع بكين عام 1990، وما بين مصر والسعودية، تأتي الدول العربية الأخرى.
الصين أكبر مستوردي النفط من السعودية والخليج بأكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا، والمصالح السياسية لابد أن تتبع الاقتصاد.
على الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، ناقصت الولايات المتحدة مشترياتها من النفط الخليجي، وقللت التزاماتها تجاه المنطقة، ما دفع الصين إلى زيادة نشاطها التجاري في الشرق الأوسط، محاولةً سد الفراغ.
وكان العراق قد تجاوز أكبر عقبة سياسية له منذ 2003 بتشكيل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، الذي كتب مقالا اليوم لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الدولية، تحدث فيه عن مشاركة العراق في القمة الموصوفة بالخاصة.
وتريد بغداد مشاركة رؤيتها الاقتصادية الجديدة مع العرب والصينيين، لفتح آفاق تعاون أكبر واستثمار أشمل.
الشراكة مع بكين من المسلمات، يكتب السوداني، لكن الطموح أوسع باقتباس تجاربها الناجحة مثل مكافحة الفقر، ومحاربة التصحر، والانتقال من اقتصاد الدولة إلى اقتصاد السوق.
القمة الصينية العربية سيكون العراق حاضرا فيها، وسط أسئلة ملحة تفرض نفسها: هل سيتحول العراق إلى هدف جديد للشركات الصينية الاستثمارية؟ وهل سيؤثر هذا في علاقته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة؟