أينما وقعت الأعين، ثمة لوحة تنبيه أو علامة تحذير كأنما في أرض حرام، فالموصل القديمة كانت كذلك فعلا إبان الحرب على الإرهاب، بينما آثاره وآثامه ما تزال إلى اليوم شاخصة تهدد بالموت.
على نحو 151 ألف متر مربع يمتد الخطر مهددا قلب الموصل بالعبوات الناسفة والمخلفات الحربية، وما تم تطهيره منها يعادل 10 بالمئة فقط، بحسب فريق العمل على إزالة الألغام.
وعلى الرغم من استعانة فرق إزالة الألغام بآليات وأجهزة حديثة، فإن المهمة ما تزال صعبة ومعقدة، إذ تواجه الفرق العاملة تحديات كبيرة بسبب الطبيعة الجغرافية والأزقة الضيقة للموصل القديمة بما يعيق تحقيق التقدم.
ويقول حيدر عبد الرزاق، قائد الفريق العراقي الثالث لإزالة الألغام، لـUTV إن “من أبرز معوقات عملنا ضيق الأزقة ووجود السكان، فلا يمكننا مواصلة العمل إذا كان هناك مدنيون حولنا، لأن هذا خطر”.
وتشكل المخلفات الحربية إحدى الملفات الشائكة التي تواجه الحكومة في إعادة الاستقرار لكثير من مناطق نينوى والتي أعاقت عودة النازحين إلى دورهم.
وبحسب تقديرات دائرة شؤون الألغام، فإن إزالة خطر المخلفات الحربية عن نينوى يحتاج إلى قرابة عامين، شرط توافر الأموال الكافية والدعم اللوجستي لفرق الإزالة.
ومنذ إعلان النصر على داعش الإرهابي وبدء مشروع إعادة النازحين إلى مناطقهم، تتركز الجهود الدولية على مشاريع رفع ما تبقى من مخلفات حربية، لكن غياب الدعم اللوجستي من الحكومة العراقية يعيق إنجاز المهمة وفق التوقيتات المقررة.