نخب بصرية وناشطون دخلوا على خط أزمة عرقلة تنفيذ مشروع الطاقة والمياه، وفيما أدانوا المواقف السلبية لرئيس حكومة التصريف مصطفى الكاظمي في أعقاب رفضه تمرير عقد إنشاء محطة الفاو الكبرى لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه الخليج، طالبوا المكلف بتشكيل الكابينة الوزارية محمد شياع السوداني بإدراج هذا المشروع ضمن برنامجه الحكومي.
وقال هاني البصرة، ناشط حقوقي، لـUTV إن “الرسالة التي نوجهها إلى السوداني هي أن ملف المياه والكهرباء في البصرة قابل للحل، وللأسف حكومة المركز حولت هذا الملف إلى سياسي، يعني الشركة التي تحلي المياه صينية بينما الولايات المتحدة تريد المشروع لحلفائها”.
وتشهد البصرة حراكا شعبيا وسياسيا يرفض التدخلات الحكومية التي تقدم فيها مصالح شخصية على حساب مصلحة المحافظة وأهلها، حيث أكدوا أنهم لن يبقوا صامتين تجاه قبضة المركز.
وقال عمار سرحان، رئيس منظمة “بصرياثا” للثقافة الفيدرالية، لـUTV إنه “بعد تشكيل الحكومة الجديدة سنقدم طلبا ثانيا بشأن تحويل البصرة إلى إقليم، وهناك نواب من دعاة الإقليم صعدوا في هذه الدورة، وسنذهب للمحكمة الاتحادية والقضاء الإداري بهذا الخصوص”.
وتعاني البصرة نقصا في الطاقة إلى جانب المياه المالحة والملوثة الأشد وطأة على السكان، فبسبب هذه الكارثة البيئية ثمة مناطق كانت تشتهر بإنتاج المحاصيل، أصبحت الآن خارج حسابات الخطة الزراعية، فيما فلاحوها يشكون الأمرين جراء هذا الحال.
وقال عبد الحسن العبادي، رئيس الجمعيات الفلاحية في البصرة، لـUTV إن “هناك قضاءين في البصرة خرجا عن الخطة الزراعية هما الفاو وأبو الخصيب، بسبب اشتداد الملوحة، ما أدى إلى تراجع أعداد الأشجار وحتى الحيوانات التي يربيها الفلاح”.
ويحدث ذلك في وقت حذرت فيه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” من خطر الجفاف في العراق نتيجة التغيرات المناخية، ودعت الحكومة المقبلة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لما هو قادم وأصعب للتخفيف من تداعياته على حياة الناس والمزارعين، واقترحت عدة حلول من بينها تحلية مياه البحر.
وقال صلاح الحاج، ممثل منظمة “فاو” في العراق، لـUTV إن “العراق من أكثر 5 دول في العالم تأثرا بالتغيرات المناخية، وهذا رتب انعكاسات سلبية على حياة آلاف المزارعين”.
ويبدو أن البصرة مقبلة على تصعيد شعبي لانتزاع حقوقها المرتبطة بالخدمات، كالماء والكهرباء، بعد أن أخفقت حكومة تصريف الأعمال والحكومات المتعاقبة بتوفيرها.