يتوجب على قطيع جواميس قطع أربعة كليومترات حتى يصل إلى ما تبقى من برك مياه في الأهوار الوسطى.
ويبدو أنها رحلة يومية بدأت مسافاتها بالاتساع رويدا رويدا، مع ما يسجله منسوب الغمر في الأهوار من تلاش.
وتبدو رحلات السكان إلى عمق الأهوار ثقيلة وحزينة كحزن الأهوار الناضبة من كل أنشطتها الحياتية، حيث يصارعون هم ومواشيهم ظروفا قاسية بكل التفاصيل.
ويقول جاسم الأسدي، رئيس منظمة طبيعة العراق، لـUTV إن “مربي الجاموس في الأهوار فقدوا من 20 إلى 30 بالمئة من قطعانهم، كما انخفضت القيمة السعرية للرأس الواحد من الجاموس من 3.5 ملايين إلى أقل من مليون دينار. هذا الموسم من الجفاف قاس جدا حتى على السكان، فليس لديهم ما يشربون من المياه”.
ويتلاشى في الأهوار إيقاع الحياة بصورة لافتة، فغابات القصب حولتها الحرائق إلى حطام وانحسرت نسب الغمر إلى دون 5 بالمئة وتوقفت شباك الصيادين عن العمل، بينما تتحدث دوائر الزراعة عن نزوح أكثر من ألف عائلة من مناطق الأهوار في ذي قار.
وكانت ثلاث سنوات من الجفاف التام والإهمال المتواصل، كفيلة بنقل الأهوار من لائحة التراث العالمي إلى لائحة الخطر، فكل مظاهر الحياة فيها مهددة بالزوال.