وجود إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني في منزل مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، حدث أثار الرأي العام حينذاك، ولم تعرف أي تفاصيل أخرى عن الاجتماع الذي استمر نصف ساعة في شباط الماضي، وقد كشفت وكالة رويترز كواليس هذه الدقائق الثلاثين الاستثنائية بعد نحو 7 أشهر من اللقاء.
وتحدث أربعة مسؤولين عراقيين وإيرانيين اطلعوا على المقابلة، لرويترز بأن الصدر استقبل قاآني بجفاء واضح، واضعا على كتفيه يشماغ الجنوب العراقي، ومعتمرا عباءة عربية بلون بني، ما فسره المسؤولون بحرص الصدر على استقبال قاآني بهيئة تبلغه برسالة قومية خلاصتها أن العراق دولة عربية تشق طريقها بلا تدخلات إيرانية.
وأضاف التقرير أن الصدر تحدى قاآني قائلا له “ما علاقة السياسة العراقية بكم؟ لا نريدكم أن تتدخلوا في شؤوننا”، فيما تجاهلت خارجية طهران تساؤلات رويترز، للتعليق على الموضوع.
وبحسب أحد المسؤولين الأربعة حاضري الاجتماع، فإن قاآني سعى إلى هذا اللقاء أشهرا رفض الصدر فيها فكرة استقباله، لكن الجنرال واصل زياراته العراق، حتى صلى في إحداهن عند قبر والد الصدر، محاولا استمالته.
وقال أحد مستشاري الصدر لرويترز، إن زعيم الحنانة بعد لقائه قاآني، اجتمع بكبار الحاضرين من أنصاره، وأخبرهم أن الأيام المقبلة ستشهد صعوبات وعقبات تعرقل مساعي كتلته في تشكيل حكومة الأغلبية، طالبا منهم التوكل على الله لمواجهة الضغوطات الهائلة.
ويأتي هذا اللقاء في ذروة أزمة ما بعد انتخابات تشرين، والانقسام السياسي والاستراتيجي بين الأحزاب والفصائل الذي حاولت طهران ردمه بثلاثين دقيقة منحها الصدر لقاآني، لكن الأخير غادر النجف خالي الوفاض، بحسب اثنين من المسؤولين الإيرانيين.