يوم سياسي عصيب مر على قوى الإطار التنسيقي، بعد تسريب تسجيلات صوتية منسوبة لنوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، يتحدث فيها عن اتهامات خطيرة لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وأتباعه، قبل يوم من صلاة الجمعة التي دعا إليها الزعيم الصدري في بغداد.
وفاقمت هذه التسريبات من التصدعات التي لحقت بجدران الإطار، فبينما فقد المالكي آخر فرصة له بالعودة إلى السلطة، يحاول هادي العامري رئيس تحالف الفتح، مدعوما من عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر فرملة اندفاعاته، وإطفاء رغبته في تصدر مشهد الإطار أو حتى تقديم مرشح لرئاسة الحكومة، وصياغة معادلة تطمئن الصدر الذي صار رابحا حتى قبل الصلاة الموحدة.
ويقول غالب الدعمي، باحث سياسي، لـUTV إن “الإطار التنسيقي أو الفتح ومن معهم لا يريدون حتى مرشح المالكي لرئاسة الوزراء، لأنهم يسعون إلى التوازن وعدم الاستفزاز”.
وهكذا سقطت ورقة التوت الأخيرة التي طالما استعملها الإطار لستر خلافاته، وبدأت ملامح الانشقاقات تطفو على سطوحه، خصوصا مع التباين الكبير في المواقف بشأن آلية اختيار المرشح، بالتصويت كما يريده المالكي، أو بالتوافق على طريقة العامري.
ويقول أحمد الوندي، المتحدث باسم ائتلاف النصر، لـUTV إن “هناك داخل الإطار التنسيقي كتلا كبيرة، فإذا ما طرح اسم وحصل على أغلبية الأصوات من كتلة أو كتلتين داخل الإطار فإنها لن تعبر عن جميع القوى، لذلك الآلية لم تحسم بعد”.
ما بعد التسريب ليس كما قبله، هذا ما يجري تداوله في غرف الإطار، بينما مصادر الفتح تؤكد أن موقف العامري وفريقه بات أقوى من ذي قبل، وقد تتغير المعادلة في قادم الأيام، وإلا فإنه سيترك جناح المالكي وحده أمام عاصفة الصدريين.